عاجل

تقرير صحفي: زيلينسكي كبش فداء حال فشل المبادرة الأمريكية للسلام في أوكرانيا

ترامب وزيلنسكي
ترامب وزيلنسكي

ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يُحمّل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولية فشل المبادرات الأمريكية الرامية إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا، في حال لم تحقق المساعي الدبلوماسية أهدافها المرجوة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلمي بطريقة "غامضة"، لكنه في الوقت نفسه ألقى بثقل العملية على كاهل زيلينسكي، الذي لم يُدعَ لحضور قمة ألاسكا، وهو ما اعتبرته الصحيفة إشارة إلى احتمال تحميله اللوم في حال تعثر الجهود الأمريكية.

وأضافت أن المبادرة الأمريكية لا تزال قائمة، إلا أنها "تكافح من أجل البقاء"، وسط تعقيدات المشهد السياسي والعسكري.

قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: رسائل متبادلة وشكوك حول النتائج

عُقدت القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في ولاية ألاسكا، واستمرت لأكثر من ساعتين ونصف، تلاها مؤتمر صحفي مشترك.

وخلال المؤتمر، أكد بوتين أن الأزمة الأوكرانية كانت من أبرز محاور النقاش، مشيرًا إلى أنه تمكن من إقامة "اتصال جيد يتسم بالثقة والطابع العملي" مع ترامب، معربًا عن أمله في أن يسهم هذا المسار في إنهاء النزاع.

من جهته، أقر ترامب بوجود "خلافات واضحة" بين الجانبين بشأن بعض بنود التسوية المتعلقة بأوكرانيا، لكنه شدد على أن فرص التوصل إلى اتفاق لا تزال قائمة.

محللون: القمة منحت بوتين مكسبًا دبلوماسيًا وعززت صورته دوليًا

في هذا السياق، اعتبرت الدكتورة شيرين النجار، الباحثة المتخصصة في الشأن الأمريكي، أن قمة ألاسكا تحمل دلالات سياسية كبيرة، رغم أنها لم تُفضِ إلى نتائج عملية واضحة بشأن الحرب في أوكرانيا.

وفي تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، قالت الدكتورة شيرين النجار إن مجرد عقد اللقاء في الأراضي الأمريكية، وفي أجواء ودية، ومن دون مشاركة أوكرانية، يُعد انتصارًا دبلوماسيًا لبوتين، حيث يمنحه فرصة لكسر العزلة الغربية المفروضة عليه منذ بدء الغزو الروسي.

وأشارت إلى أن مشاهد استقبال ترامب لبوتين، وركوبهما سويًا في السيارة الرئاسية، ساهمت في تعزيز صورة بوتين كزعيم دولي قادر على فرض نفسه، حتى من داخل الولايات المتحدة.

اتفاقات بلا تفاصيل: علامات استفهام حول مصداقية ترامب

وأوضحت النجار أن ترامب حاول خلال القمة إظهار نفسه كـ"صانع صفقات"، مدعيًا التوصل إلى تفاهمات مع بوتين، لكنه لم يقدّم أي تفاصيل واضحة حول تلك الاتفاقات، ما أثار تساؤلات حول جديتها وإمكانية تنفيذها.

وفي تعليقها على تصريح بوتين بأن الحرب ما كانت لتندلع لو كان ترامب رئيسًا عام 2022، رأت النجار أن هذا الطرح يخدم السردية الانتخابية لترامب، لكنه في الوقت ذاته يعفي روسيا من مسؤولية الحرب، ويحمّل اللوم للإدارة الأمريكية الحالية.

قلق من تجاوب ترامب مع دعوة بوتين لعقد لقاء مقبل في موسكو

عبّرت النجار عن قلقها من موافقة ترامب على اقتراح بوتين بعقد اللقاء التالي في موسكو، مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات الثنائية، خارج الأطر الدبلوماسية التقليدية، قد تربك السياسات الرسمية لواشنطن وتضعف ثقة الحلفاء الأوروبيين.

تجاهل أوكرانيا: رسالة سلبية وتشكيك في جدوى المبادرة

كما انتقدت النجار بشدة تجاهل حضور أوكرانيا في قمة ألاسكا، ووصفت ذلك بأنه رسالة سلبية، مضيفة:
"من غير المقبول الحديث عن مستقبل أوكرانيا دون وجودها على طاولة التفاوض، وزيلينسكي محق في قوله إن المحادثات حولنا دون إشراكنا محكوم عليها بالفشل، وأي تسوية تُفرض من الخارج ستقوض السيادة الأوكرانية."

وحذرت من أي مقترحات تتعلق بتبادل الأراضي، كما لمح ترامب قبل القمة، مؤكدة أن هذا الخيار يعد "خطًا أحمر دستوريًا في أوكرانيا"، ومرفوضًا من قبل الشعب الأوكراني، ويعكس استخفافًا خطيرًا من ترامب بجوهر الأزمة.

قمة ألاسكا: مكسب رمزي لبوتين وخيبة أمل في أداء ترامب

واختتمت النجار تصريحاتها بالتأكيد على أن قمة ألاسكا قد تُعد نجاحًا رمزيًا للرئيس الروسي، إلا أنها بالمقابل تمثل "فشلًا عمليًا" للرئيس الأمريكي، الذي لم يحقق أي تقدم ملموس في ملف معقد مثل الحرب الأوكرانية، بل زاد من الغموض بشأن الموقف الأمريكي، وعمّق مخاوف كييف والعواصم الأوروبية

تم نسخ الرابط