ترامب يدفع نحو قمة ثلاثية لحلّ أزمة أوكرانيا: هل ينجح في جمع القادة الأعداء؟

بعد ساعات فقط من انتهاء "قمة ألاسكا" التي جمعت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استضافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين المقبل في المكتب البيضاوي، ليبدأ بذلك خطوات عملية باتجاه ما وصفه سابقًا بـ"قمة ثلاثية محتملة" تجمعه بنظيريه الروسي والأوكراني في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
"قمة الأعداء".. ترامب يحلم بالسلام ونوبل في آنٍ واحد
ورغم أن ترامب بالغ في حفاوته ببوتين خلال لقائهما في ألاسكا، ما أثار انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة واعتُبر بمثابة "نصر دبلوماسي مجاني لبوتين"، إلا أن الرئيس الأمريكي يسعى لتقديم نفسه كـ"رجل السلام"، بل ومرشح مستقبلي لجائزة نوبل إن نجح في كسر الجمود بين موسكو وكييف.
ولكن العقبة الأبرز، وفق تقارير أمريكية، تبقى إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي، خاصة وأن ترامب نفسه أقر بأن العلاقة بين الرئيسين يسودها العداء التام، إذ يرفض بوتين حتى الاعتراف بشرعية نظيره الأوكراني.
القرار بيد موسكو
في المقابل، يبدو الرئيس الأوكراني أكثر انفتاحًا على فكرة القمة الثلاثية، إذ سبق له أن دعا بوتين مرارًا لاجتماع مباشر، بل انتظره شخصيًا في تركيا خلال العام الماضي دون جدوى.
ومن غير المتوقع أن يعارض زيلينسكي المقترح الأمريكي، خاصة إذا جاء بضمانات أمريكية واضحة. لكن، كما يرى المحللون، فإن مفتاح نجاح القمة يبقى في يد بوتين، الذي لا يزال متمسكًا بشروطه، والتي حددها مسبقًا في ما يسمى "مذكرة السلام الروسية" المقدمة إلى كييف في يونيو الماضي.
شروط بوتين: انتخابات أولاً.. ثم سلام
كما تشير تقارير روسية إلى أن بوتين يشترط تنظيم انتخابات رئاسية في أوكرانيا كمدخل ضروري لأي اتفاق سلام أو لقاء مباشر مع زيلينسكي. وهو مطلب يبدو مستحيل التحقيق في الوقت الراهن، نظرًا لأن أوكرانيا تعيش تحت قانون الأحكام العرفية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، والذي يمنع إجراء انتخابات عامة.
ومع ذلك، لا يُستبعدبحسب بعض التحليلاتأن يتنازل بوتين عن هذا الشرط تحت ضغط ترامب، خاصة إذا حصل في المقابل على ضمانات بشأن السيطرة على بعض الأراضي التي تحتلها قواته، أو تخفيف جزئي للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
بوتين من "المنبوذ" إلى "شريك عالمي"
وفق محللين، أن بوتين، الذي ظل خلال السنوات الأخيرة محاصرًا سياسيًا ومتهمًا بارتكاب جرائم حرب، خرج من قمة ألاسكا بصورة الزعيم الدولي المستعاد، بعدما جلس على قدم المساواة مع رئيس أكبر قوة في العالم.
ويرى المحللون أن نجاح ترامب في إعادة بوتين للمشهد الدولي يضعه أمام تحدٍّ حقيقي في الوساطة مع زيلينسكي، حيث سيكون عليه إثبات أن هذا الانفتاح ليس مجرد استعراض انتخابي، بل خطوة تمهيدية لتسوية سياسية حقيقية.