تحليل شامل لقمة بوتين – ترامب وتأثيرها على ملف أوكرانيا|خاص

أوضح المحلل السياسي الأوكراني الدكتور إيفان يواس في تصريح خاص لـ"نيوز رووم": أن لقاء بوتين وترامب في ألاسكا نقطة تحول رمزية في مواقف الولايات المتحدة تجاه الرئيس الروسي. فمن كان يُعتبر سابقًا مجرمًا مطلوبًا للعدالة، إلى درجة أن قادة الغرب رفضوا لقاءه، بات الآن معترفًا به ومشرّعًا، وإن كان الإنجاز الرئيسي لهذا اللقاء مجرد الصور المشتركة التي توثق مصافحته مع ترامب.
أما بقية النتائج، كإلغاء العشاء واختصار جدول الأعمال والمؤتمر الصحفي المقتضب، فتشير إلى أن الاتفاقيات الجوهرية غائبة بين الطرفين. ملف أوكرانيا سيشهد مزيدًا من الوضوح بعد لقاء ترامب مع زيلينسكي المقرر في 18 أغسطس."
وأضاف الدكتور إيفان: "الاستنتاج الأساسي من القمة، الذي كان واضحًا حتى قبل بدايتها، هو أن الصيغة القديمة 'لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا' التي سادت في عهد بوروشينكو واستعادها خليفته، أصبحت من الماضي. انتشار صور التصافح والابتسامات بين بوتين وترامب، إضافة إلى مشاهد الجنود الأمريكيين وهم يفرشون السجاد الأحمر لطائرة بوتين، يؤكد تغير المعادلة."
وتابع: "في الوقت نفسه، حلّقت قاذفة القنابل B2 فوق المنطقة، لتصبح رمزًا للقوة العسكرية الأمريكية وقدرتها على الضغط على موسكو."
نقاط الاتفاق والاختلاف في القمة.. من وقف النار إلى اتفاق السلام الشامل
قال الدكتور يواس: "على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار خلال القمة، يبدو أن الزعيمين يبحثان عن اتفاق سلام أشمل، قد يشمل تنازلات إقليمية من أوكرانيا وضمانات أمنية محتملة، مما يشكل تحوّلًا عن الموقف الأمريكي الذي كان يركز على وقف النار الفوري."
الاتفاق المحتمل يشمل:
- إطار اتفاق سلام شامل يتجاوز وقف إطلاق النار، ويشمل تنازلات إقليمية وضمانات أمنية.
- مناقشات حول تنازلات أراضٍ محتملة لأوكرانيا لصالح روسيا، رغم عدم وضوح التفاصيل.
- تعزيز معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
- مجالات تعاون أوسع مثل مكافحة الإرهاب، استكشاف الفضاء، ومنع انتشار الأسلحة النووية.
أما الخلافات فتركزت على:
- عدم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار.
- مواقف متباينة حول سلامة الأراضي الأوكرانية، مع ميل أمريكي محتمل لدعم مطالب روسية.
- غموض تفاصيل اتفاق السلام، خصوصًا الضمانات الأمنية والتنازلات الإقليمية.
- قلق أوكرانيا من غياب مشاركتها المباشرة في المحادثات، مع سعي زيلينسكي لعقد اجتماع ثلاثي مع بوتين وترامب.
وقد أشار الدكتور يو إس إلى أن تحوّل الموقف الأمريكي من التركيز على وقف إطلاق النار إلى اتفاق سلام أوسع أثار مخاوف بين الحلفاء، خاصة أوكرانيا. وتُعد القمة، حتى بدون اتفاق نهائي، انتصارًا لبوتين على صعيد العلاقات العامة، إذ أظهرت دوره كلاعب رئيسي في تسوية النزاع.
وأكد يواس:"نتائج القمة ستتضح بعد لقاء ترامب وزيلينسكي المقرر في 18 أغسطس 2025، حيث من المتوقع حضور قادة أوروبيين أيضًا مضيفاً: "من المرجح أن تعزز هذه القمة قنوات التواصل بين واشنطن وموسكو، رغم أن التحديات لا تزال كبيرة."
جهود دبلوماسية دولية مستمرة
وأوضح:"مع عدم إمكانية التنبؤ الدقيق بالمستقبل، تشير التقارير إلى استمرار جهود دبلوماسية متعددة الأطراف لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع مؤشرات متباينة بين تقدم وتراجع."مضيفاً:"تركزت المناقشات الأخيرة بين القادة الأوكرانيين والسعوديين على مشاريع تعاون ودعم دبلوماسي، فيما تستمر الولايات المتحدة وروسيا في محادثات حذرة، والاتحاد الأوروبي يواصل دعمه المالي والعسكري لأوكرانيا ويشارك بنشاط في المبادرات الدبلوماسية."