عاجل

وسط انقسامات داخلية وتحذيرات أمنية.. إسرائيل تجهّز خطة استيلاء «هجينة» لغزة

الجيش الاسرائيلي
الجيش الاسرائيلي

ألمحت تسريبات وتصريحات أخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تراجع محتمل عن خطة الاحتلال الكامل لقطاع غزة، بعد ساعات فقط من إقرارها رسميًا، في خطوة اعتُبرت دليلاً على انقسام داخلي متزايد داخل الحكومة الإسرائيلية حول مستقبل القطاع.

وتشير مصادر عبرية إلى أن هذا التغيير جاء وسط تصاعد حدة التوتر في معسكر نتنياهو نفسه، حيث يواجه معارضة داخلية من قيادات عسكرية وأمنية، بالإضافة إلى ضغوطات قانونية ودولية دفعت إلى التفكير بخطة بديلة "أقل كلفة" سياسيًا وعسكريًا.

"الاستيلاء بدل الاحتلال"

ويمثل هذا التطور اللافت فيما وصفته وسائل إعلام عبرية، ومن ضمنها صحيفة "معاريف"، بأن الخطة الجديدة لا تعني احتلال غزة بالشكل التقليدي، بل "الاستيلاء"، وهو مصطلح أطلقه نتنياهو في محاولة لتهدئة مخاوف الحلفاء، وخصوصًا الولايات المتحدة، والتخفيف من تبعات القانون الدولي.

ووصفت "معاريف" هذا المفهوم بـ"الهجين"، باعتباره تسوية بين موقف الجيش المفضل: الحصار، وضغوط اليمين المتطرف: الاحتلال الكامل. وبحسب المعلومات المتداولة، تركّز الخطة الجديدة على إقامة منطقة عازلة أمنية على طول حدود قطاع غزة، إلى جانب تعزيز الانتشار العسكري الإسرائيلي في محيط القطاع، وذلك بهدف منع أي تسلل أو تنفيذ هجمات مستقبلية.

وتهدف الخطة لإبقاء غزة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية غير المباشرة، دون إعلان رسمي عن الاحتلال الكامل، مع الاعتماد على تقنيات رقابة وسيطرة من بعيد، في محاولة لتقليل الاحتكاك الميداني.

ورغم هذه التعديلات، لا يعلّق الجيش الإسرائيلي آمالًا كبيرة على نجاح الخطة. ويؤكد بعض الضباط الكبار أن تنفيذها يبدو غير مرجّح بالنظر إلى الثغرات الكبيرة التي تنطوي عليها.

وتشمل أبرز المخاوف الأمنية:

  • الخطر على حياة الرهائن المحتجزين في غزة
  • تعريض الجنود لهجمات العصابات
  • استنزاف واسع للجيش النظامي والاحتياطي
  • تدهور صورة إسرائيل دوليًا وقانونيًا

تعبئة ضخمة واستعداد ميداني

ووفق مصادر عسكرية نقلتها قناة "آي نيوز 24"، تحتاج الخطة إلى تعبئة 6 فرق احتياطية على الأقل، أي ما يعادل 250 ألف جندي، فيما يُتوقع أن يبدأ التنفيذ  في حال تم اعتماده  في الخريف المقبل بين أكتوبر ونوفمبر.

وقد بدأ الجيش الإسرائيلي بوضع الخطط العملياتية الأولية، لكنه لا يزال يجهل الشكل النهائي للعملية، ويستعد لإجراء مشاورات مع وزير الدفاع ورئيس مجلس الأمن القومي خلال الأيام القادمة لتحديد الجداول الزمنية والتفاصيل اللوجستية.

 

تم نسخ الرابط