عاجل

ياسمين الجندي تحذر: التوقعات الوردية سبب الصدمة بعد الزواج

الدكتور ياسمين الجندي
الدكتور ياسمين الجندي

أكدت الدكتورة ياسمين الجندي، استشاري العلاقات الزوجية، أن كثيرًا من الأزواج الجدد يواجهون صدمات مبكرة بعد الزواج، رغم ارتباطهم بقصص حب قوية، مشيرة إلى أن السبب الرئيس يعود إلى الفجوة بين التوقعات والواقع.

 وقالت خلال لقائها في برنامج "آخر الأحداث" على قناة الشمس: "الزوج والزوجة يضعان تصورات مثالية في أذهانهما عن الطرف الآخر، وهذه التوقعات تصطدم بواقع مختلف تمامًا بعد الزواج"، موضحه أن كثيرًا من البنات يرسمْن صورة مثالية لشريك المستقبل، مصدرها خيالهن أو تأثيرات خارجية، وحين يصطدمن بالحقيقة تحدث أولى الهزات في العلاقة، مضيفة: "كل طرف يريد أن يرى الآخر كما تخيله، لا كما هو في الواقع، وهذا مدخل خطير للفشل المبكر".

صورة ذهنية مدمرة

وأشارت ياسمين الجندي إلى أن الاختلاف في البيئات والخلفيات الأسرية يُنتج شخصيات متباينة حتى داخل نفس الأسرة، وبالتالي من الطبيعي أن يحدث تصادم في القيم والعادات. وأضافت أن فترة الخطوبة كثيرًا ما تُفهم خطأ في الثقافة المصرية، حيث ينظر إليها كمرحلة تجهيز مادي فقط، وليس كفرصة حقيقية للتعارف العاطفي والنفسي.

وتابعت ياسمين الجندي: "نحتاج إلى إعادة تعريف الخطوبة كفترة لاختبار التفاهم"، تقول الجندي، مؤكدة أن الخطأ الكبير الذي يقع فيه الطرفان هو إخفاء العيوب والتجمّل الزائد، مما يجعل الصدمة أقوى بعد الزواج".

وضوح وتعارف لا تجمّل

وأضافت ياسمين الجندي أن كثيرًا من الشباب لا يعرفون أنفسهم أصلًا، وبالتالي يتوقعون من الآخر أن "يكتشفهم" أو يتفهمهم من تلقاء نفسه، وهو أمر غير واقعي. وأكدت على ضرورة الوضوح والشفافية في فترة الخطوبة، قائلة: "إذا لم أكن أعرف احتياجاتي ومطالبي، فكيف أتوقع من شريكي أن يفهمني؟".

وشددت ياسمين الجندي على أن طول فترة الخطوبة ليس هو المعيار الحقيقي لنجاح العلاقة، بل جودة التواصل والتفاهم خلالها، موضحة: "فيه خطوبات استمرت 7 سنوات وانتهت بالطلاق بعد سنة زواج واحدة!".

انهيار في الشهور الأول

لفتت ياسمين الجندي إلى أن نسب الطلاق في مصر أصبحت مرتفعة جدًا، خصوصًا في السنة الأولى من الزواج، مشيرة إلى أن الكثير من حالات الانفصال تقع بعد ثلاثة إلى ستة أشهر فقط من بداية الحياة الزوجية، وفقًا لإحصاءات فعلية بمحاكم الأسرة.

وأكدت ياسمين الجندي أن أحد الأسباب الجوهرية هو أن جيل اليوم يعاني من قلة تحمل المسؤولية، ويفتقر إلى الاستعداد لبذل الوقت والطاقة في تطوير العلاقة، قائلة: "جيل السرعة يهرب من أي أزمة، ويعتبر الطلاق هو أول وأسرع حل".

السوشيال ميديا سمّ العلاقات

أشارت الجندي إلى أن التنشئة الاجتماعية لها دور كبير في ضعف النضج العاطفي لدى الشباب، مؤكدة أن غياب القدوة واستسهال الانفصال هما سِمَتا هذا الجيل، كما أبرزت خطر السوشيال ميديا كمؤثر رئيس في تصاعد الخلافات الزوجية، قائلة: "نعيش في زمن المقارنات المستمرة... كل زوج يقارن زوجته بالمؤثرات وكل زوجة تقارن زوجها بالبلوجرز".

ووشددت ياسمين الجندي على أن الصورة التي تُعرض على مواقع التواصل الاجتماعي عن الحياة الزوجية وهمية ومزيفة، وغالبًا ما تعكس لحظات مثالية مُختارة بعناية، لا الواقع الحقيقي الممتلئ بالمسؤوليات والصعوبات.

 

الكرامة فوق كل شيء

الدكتور ياسمين الجندي
الدكتور ياسمين الجندي

واختتمت الدكتورة ياسمين الجندي حديثها بالتأكيد على أن الاحترام المتبادل بين الزوجين هو الأساس الأول لاستمرار أي علاقة ناجحة، محذّرة من أن انعدام الاحترام يؤدي إلى تآكل العلاقة سريعًا. وقالت: "إذا غاب الاحترام، سقطت كل الجسور... الحب وحده لا يكفي، بل لا يُجدي نفعًا أمام قلة الاحترام".

كما شددت ياسمين الجندي على ضرورة أن يُعيد الشباب التفكير في مفهوم الزواج ذاته، بعيدًا عن التصورات الرومانسية الزائفة، وألا يعتمدوا على التجميل أو الخداع في فترة الخطوبة، لأن الوضوح هو الطريق الوحيد للاستقرار.

تم نسخ الرابط