عاجل

هل يصمد الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين أمام الهجوم الإسرائيلي والأمريكي؟ |خاص

اعتراف فرنسا بفلسطين
اعتراف فرنسا بفلسطين

قالت الدكتورة كاترين فرج الله، الكاتبة والباحثة السياسية، إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول اعتراف بلاده بدولة فلسطين تمثل تحوّلًا في الموقف الفرنسي الذي كان داعمًا لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أن هذا التوجه يعكس إدراكًا أوروبيًا متزايدًا بأن إسرائيل فقدت مصداقيتها في مبررات استمرار الحرب، إلى جانب الطموح الأوروبي في استعادة الريادة على الساحة الدولية.

وأضافت الدكتورة كاترين فرج الله، في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن قرار ماكرون ليس جديدًا، بل جاء تنفيذًا لتعهد قطعه في يونيو الماضي، حين أكد أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين خلال مؤتمر مشترك مع المملكة العربية السعودية. 

وأوضحت فرج الله أن هذه الخطوة ستصطدم لا محالة بالتعنت الإسرائيلي والأمريكي، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتحدث حتى الآن عن حل الدولتين، بل يكتفي بالمطالبة بهدنة مشروطة وفق الرؤية الإسرائيلية وبضوء أخضر لحكومة نتنياهو، وهو ما يعوق حتى جهود التوصل لوقف إطلاق النار وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

وتساءلت : "هل ستسمح الولايات المتحدة لفرنسا بالمضي في الاعتراف بدولة فلسطين؟"، لتجيب بأن ترامب الساعي للحصول على جائزة نوبل للسلام، لن يمنح باريس هذه الفرصة، بل سيحرص على أن تُنسب إليه أي خطوات جادة نحو وقف إطلاق النار أو السلام، لعرضها أمام ناخبيه كإنجاز انتخابي، ضمن خطابه المعروف بـ"أمريكا أولًا". 

وأضافت أن ترامب يسعى إلى إحباط أي طموح أوروبي في قيادة متعددة الأقطاب، ويخشى من فقدان دعم اللوبي الصهيوني، ما يجعله يعمل على تنفيذ ما تريده إسرائيل بالكامل.

موقف فرنسا امتداد للموقف المصري بالاعتراف بالدولة الفلسطينية

وأكدت أن على الإدارة الأمريكية أن تتبنى مبادرة ماكرون، والتي هي في جوهرها امتداد للموقف المصري الثابت منذ السابع من أكتوبر، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واعتبار حل الدولتين السبيل الوحيد لإرساء السلام في الشرق الأوسط. 

وتابعت: "المجتمع الدولي مطالب الآن بأن يتحرك بجدية، حيث إن مصر ومعها عدد من الدول العربية فقط تتحمّل عبء دعم الشعب الفلسطيني، في حين تكتفي باقي دول العالم بالتصريحات دون أفعال".

وانتقدت الباحثة السياسية تقاعس المجتمع الدولي عن إرسال المساعدات إلى غزة، قائلة: "المشاهد التي نراها من جوع وألم لا تنسجم مع أي قانون دولي أو إنساني، وإن كان المجتمع الدولي يريد، لفعل، لكننا لا نرى سوى قمم وقرارات دون تنفيذ".

كما أشارت إلى الموقف الإسرائيلي المعارض، الذي وصف خطوة ماكرون بـ"وصمة عار" و"دعم للإرهاب"، وردت عليه حكومة نتنياهو بالدعوة إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية. 

الدكتورة كاترين فرج الله الكاتبة والباحثة السياسية
الدكتورة كاترين فرج الله الكاتبة والباحثة السياسية

كاترين فرج الله: أستبعد أن تسمح إسرائيل بانعقاد اجتماع دولي مشترك بين فرنسا والسعودية

وربطت الباحثة السياسية هذا التصعيد بإعلان فرنسا نيتها عقد اجتماع دولي مشترك مع السعودية في الأمم المتحدة، لبحث خارطة طريق نحو إقامة دولة فلسطينية، مستبعدة أن تسمح إسرائيل بانعقاد هذا الاجتماع أو بتنفيذ مخرجاته إن عُقد.

وأضافت: "لدينا سابقة واضحة، إذ كان من المقرر عقد هذا الاجتماع الشهر الماضي، لكن إسرائيل قوضت المساعي الدولية حينها وافتعلت مواجهة مع إيران، ضمن سياسة ممنهجة لتعطيل أي تقدم سياسي".

كاترين فرج الله: فرص إقامة دولة فلسطينية باتت أضعف من أي وقت مضى

وحذرت فرج الله من أن فرص إقامة دولة فلسطينية باتت أضعف من أي وقت مضى"، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي جون بارو، داعية إلى تحرّك عاجل لإنهاء المجاعة المتفشية في قطاع غزة، لا سيما بين الأطفال.

وشددت الدكتورة كاترين فرج الله في ختام تصريحها على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد القادر على تحقيق السلام، مؤكدة أن المبادرة الفرنسية، المستندة للموقف المصري، يجب أن تحظى بدعم وضغط عربي ودولي على واشنطن وتل أبيب لتجاوز حالة الجمود الراهنة.

تم نسخ الرابط