عاجل

«أكسيوس»: فرنسا تحتضن أول اجتماع سوري إسرائيلي منذ 25 عاما

الشرع ونتنياهو
الشرع ونتنياهو

كشف موقع أكسيوس التابع للاستخبارات الأمريكية عن انعقاد أول محادثات رفيعة المستوى بين مسئولين من سوريا وإسرائيل منذ أكثر من 25 عامًا، جرت في العاصمة الفرنسية باريس بوساطة الممثل الأمريكي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط توماس باراك.

فرنسا تحتضن أول اجتماع سوري إسرائيلي منذ 25 عاما

ووفقًا للتقرير، شارك في الاجتماع وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني. واستغرقت المفاوضات أربع ساعات، ركّز خلالها الطرفان على بحث سبل تهدئة التوترات، خصوصًا في جنوب سوريا.

وأفادت مصادر إسرائيلية للموقع أن الاجتماع تضمن مناقشات حول ترتيبات أمنية مشتركة في الجنوب السوري، بالإضافة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 

وأشارت ذات المصادر إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة اجتماعات عقدها الطرفان خلال الأشهر الماضية، وأن محادثات باريس قد تشكل نقطة انطلاق نحو بناء الثقة بين الجانبين.

الوضع الميداني في السويداء

تزامن هذا التطور مع تدهور غير مسبوق في الأوضاع الأمنية والإنسانية بمحافظة السويداء جنوب سوريا، على خلفية اشتباكات عنيفة اندلعت منذ 12 يوليو الجاري بين فصائل درزية محلية وعناصر من العشائر البدوية، بالإضافة إلى اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن.

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن حصيلة القتلى تجاوزت 814 شخصًا، بينهم نساء وأطفال وطاقم طبي وإعلامي، إلى جانب إصابة أكثر من 903 آخرين، وسط غياب شبه تام للخدمات الأساسية والأمن.

وفي خضم هذه الفوضى، نفذت إسرائيل غارات جوية متعددة في جنوب سوريا، استهدفت منشآت حكومية ومواقع أمنية حساسة في العاصمة دمشق، مبررة ذلك بحماية الطائفة الدرزية، ما فاقم من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في المنطقة.

ممر داوود خطة طريق إسرائيلية تربط الدروز بالأكراد

في سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن مخطط إسرائيلي يهدف إلى إنشاء طريق بري يربط بين المناطق ذات الغالبية الدرزية في السويداء والمناطق الكردية في الشمال الشرقي لسوريا، التي تخضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). 

ووصفت المصادر هذا التحرك بأنه قد يكون جزءًا من مشروع إقليمي يُعرف باسم "ممر داوود"، يرمي إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي ضمن الجغرافيا السورية الممزقة.

ويتماشى هذا المخطط بحسب المصادر مع مطالب أطلقها المرجع الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، خلال الأزمة الأخيرة، والتي شملت دعوات لفتح ممر إنساني إلى مناطق قسد، إلى جانب مناشدات بتوفير حماية دولية للطائفة.

ويرى مراقبون أن تنفيذ مثل هذا الطريق يحمل أبعادًا سياسية خطيرة، حيث قد يساهم في ترسيخ واقع التقسيم الطائفي والعرقي في سوريا عبر فرض وقائع جغرافية وعسكرية مستجدة، مستغلًا الفوضى الناتجة عن انهيار مؤسسات الدولة المركزية.

إسرائيل تعزز وجودها في الجنوب السوري

في أعقاب انسحاب قوات وزارة الدفاع السورية من محافظة السويداء، تولّت فصائل درزية محلية إدارة الملف الأمني، بعضها محسوب على الشيخ الهجري، ما وفّر بيئة مواتية  لتعزيز النفوذ الإسرائيلي الاستخباراتي والعسكري في الجنوب.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاشتباكات الأخيرة بين الفصائل الدرزية والعشائر البدوية، التي يُعتقد أن بعضها تلقى دعمًا من إسرائيل، قد تكون جزءًا من خطة متعمّدة تهدف إلى تفجير صراعات داخلية، تسهل تمرير المشاريع الإسرائيلية دون اعتراض محلي أو إدانة دولية.

عرقلة جهود الحكومة الانتقالية وبسط السيطرة

كما اعتبرت المصادر أن من بين أهداف المشروع الإسرائيلي تعطيل محاولات الحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، موضحة أن الفراغ الأمني في الجنوب يصب في مصلحة إسرائيل، ويمنحها هامش تحرك استراتيجي واسع لتنفيذ أجندتها في المنطقة.

تم نسخ الرابط