اليوم العالمي للنوم: أورثوسومنيا يجعلك تفقد النوم…ما هذا الهوس غير الصحي؟

في عالم أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ظهرت ظاهرة جديدة تُعرف باسم "أورثوسومنيا"، وهي هوس غير صحي بالسعي لتحقيق النوم "المثالي". هذا الهوس غالبًا ما يتم تحفيزه من خلال استخدام الأجهزة القابلة للارتداء مثل أجهزة تتبع النوم، والتي تقوم بمراقبة جودة النوم وتقديم بيانات مفصلة عنه، ولكن بدلًا من أن تكون هذه الأجهزة أداة مساعدة، أصبحت مصدرًا للقلق والتوتر، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم بدلًا من تحسينه.
ما هي أورثوسومنيا؟
أورثوسومنيا هي مصطلح صاغه الباحثون الأمريكيون في دراسة نشرت في مجلة طب النوم السريري، لوصف الهوس بتحقيق نوم "مثالي" بناءً على البيانات التي توفرها الأجهزة القابلة للارتداء، هذه الأجهزة تقدم معلومات عن مدة النوم، مراحله المختلفة، وحتى درجة جودته. ومع ذلك، فإن التركيز المفرط على هذه البيانات يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يصبح المستخدمون مهووسين بتحقيق أرقام مثالية، مما يزيد من قلقهم ويؤثر سلبًا على نومهم، وفقا للغارديان.
لماذا أورثوسومنيا ضار؟
على الرغم من أن أورثوسومنيا ليست تشخيصًا طبيًا رسميًا، إلا أن آثارها السلبية على الصحة العقلية والجسدية لا يمكن تجاهلها، الهوس بتحقيق نوم مثالي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات مثل الأرق، وزيادة مستويات القلق، وحتى الاكتئاب، وفقًا لعالمة النفس السريري ثيا غالاغر من جامعة نيويورك، فإن هذا الهوس يمكن أن يخلق "دوامة قلق" تجعل النوم أكثر صعوبة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن محاولة تحقيق نوم مثالي يمكن أن تؤدي إلى عادات غير صحية، مثل البقاء في السرير لفترات أطول من اللازم، مما قد يعطل النوم الطبيعي، دراسة حول أورثوسومنيا وجدت أن الانشغال ببيانات النوم يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نوم تم تشخيصها ذاتيًا، مما يزيد من حدة المشكلة.
ما الحل؟
يقول الخبراء إنه لا يوجد شيء اسمه نوم "مثالي". بدلًا من التركيز على البيانات التي توفرها الأجهزة، ينصح بالتركيز على كيفية شعورك خلال النهار. إذا كنت تشعر بالراحة ولديك الطاقة الكافية لأداء مهامك اليومية، فهذا هو المهم، النوم "الجيد بما فيه الكفاية" هو هدف أكثر واقعية من السعي لتحقيق أداء مثالي.
لتحسين جودة نومك، يمكنك اتباع بعض النصائح البسيطة مثل الذهاب إلى الفراش في وقت محدد كل ليلة، والحفاظ على الهاتف بعيدًا عن السرير، والتركيز على الاسترخاء قبل النوم، هذه العادات يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أفضل دون الحاجة إلى الهوس بالبيانات.
في اليوم العالمي للنوم، دعونا نعيد النظر في علاقتنا بالنوم والتكنولوجيا. بدلًا من أن نسمح للأجهزة بالسيطرة على راحتنا، فلنستخدمها كأدوات مساعدة دون أن نسمح لها بأن تصبح مصدرًا للقلق والتوتر، النوم الجيد هو الذي يجعلك تشعر بالراحة والاستعداد لليوم التالي، وليس بالضرورة أن يكون مثاليًا وفقًا لمعايير الأجهزة.