باحث : البيان الأوروبي بشأن جرائم الاحتلال في غزة لا يحمل تغيرًا جذريًا

قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، إن البيان الأوروبي بشأن جرائم الاحتلال في قطاع غزة يمكن القول إنه يُمثل إضافة نسبية، لكنه لا يحمل تغيرًا جذريًا في المواقف الأوروبية تجاه ما يجري في غزة، مشيرا إلى أن ما يميز هذا البيان، هو أنه ولأول مرة يصدر بشكل جماعي عن 25 دولة أوروبية، وهو ما يعبر عن موقف أوروبي موحد، بعد أن كانت المواقف في السابق متفرقة أو مجتزأة؛ كأن تصدر عن دول محددة مثل إسبانيا أو إيرلندا، أو عن هيئات برلمانية مثل البرلمان البريطاني.
ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان
ونوه عطاالله، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان، ويتعارض مع الاتفاقيات الدولية، بل وينتهك طبيعة العلاقات الإنسانية الطبيعية، ورغم أنه لا يحمل إجراءات تنفيذية فورية، إلا أنه يخلق مناخًا دوليًا ضاغطًا على إسرائيل، ويُعدّ مؤشرًا مهمًا على تزايد حجم الغضب الدولي، حتى داخل الدوائر الغربية التقليدية الداعمة لإسرائيل.
وأكد أن البيان أشار إلى استعداد هذه الدول لاتخاذ خطوات عملية، سواء في رفع الحصار أو تحسين آلية توزيع المساعدات، مشيرا إلى أن هذا البيان لم يصدر من فراغ، فقد سبقته تطورات مهمة، أبرزها ما كشفه الاتحاد الأوروبي بعد تشكيل لجنة تقصي في مايو الماضي، والتي سلمت تقريرها في يونيو.
وأضاف:" التقرير أوضح أن سلوك إسرائيل في غزة يتعارض بشكل صارخ مع اتفاقية الشراكة الموقّعة بينها وبين الاتحاد الأوروبي، والتي تتطلب احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي للتعاون.
وأشار إلى أنه بناءا على إصدار الاتحاد الأوروبي تعليمات بمراجعة هذه الشراكة، سارعت إسرائيل إلى التفاوض مع بروكسل، وقدمت وعودًا بإدخال مساعدات غذائية ووقف استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين، إلا أنها لم تلتزم بتلك الوعود، مضيفا:"هذا التلاعب الإسرائيلي، كان بمثابة خداع صريح، وهو ما ساعد على خلق المناخ الذي دفع الدول الأوروبية إلى إصدار هذا البيان المشترك.
وبسؤاله عن مدى اهتمام نتنياهو بعلاقاته مع الدول الأوروبية، أوضح أكرم عطا الله، أنه على الرغم من الدعم العسكري والمالي الأساسي الأمريكي لإسرائيل، إلا أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تظل ضرورية ولا يمكن لإسرائيل الاستغناء عنها.