جمال رائف : إسرائيل تعرقل جميع مسارات التفاوض لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

قال الكاتب الصحفي جمال رائف، إن جميع المبادرات والورق التفاوضي المقدم حتى الآن، سواء من وسطاء أو من الجانب الأمريكي، تدور في نفس الفلك العام مع بعض التعديلات الطفيفة، سواء من حيث عدد المحتجزين أو إعادة انتشار القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة.
صمت حركة حماس
وأوضح رائف خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن الصمت الحالي من حركة حماس مثير للقلق، خصوصًا في ظل الوضع الإنساني الكارثي داخل قطاع غزة، مضيفا:" نحن أمام مشاهد مأساوية بكل المقاييس، مجاعة حقيقية، نقص حاد في الغذاء والدواء، وبنية تحتية مدمرة بالكامل.
ونوه إلى أن المطلوب الآن من حماس وكل الأطراف الفلسطينية هو التفاعل الإيجابي مع أي مبادرة قد توقف نزيف الدم، تمهيدًا لإعادة الإعمار وفتح الطريق أمام تسوية شاملة.
مصير الأسرى
وبسؤاله عن مصير الأسرى الذين يُعتقد أنهم محتجزون في تلك المناطق؟، أجاب رائف، أن مصيرهم لا يبدو أولوية حقيقية لحكومة نتنياهو، مضيفا:" لو كان كذلك، لكان لجأ إلى المسار التفاوضي، كما حدث في السابق، حيث تم تحرير عدد من الأسرى بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
وأضاف:" لكن ما نراه اليوم هو محاولات اقتحام عسكرية أودت بحياة بعض المحتجزين أنفسهم، ما يدل على غياب الرؤية السياسية والإنسانية في التعاطي مع هذا الملف، حيث أوضح أن الاتفاق الثلاثي الذي تم التوصل إليه سابقًا وتضمن مراحل متتالية للإفراج عن الأسرى تم تعطيله من قبل إسرائيل، وهو ما يُعيد المفاوضات إلى نقطة البداية.
التموضع العسكري الإسرائيلي داخل القطاع بات خطيرًا
واستطرد:" على ضوء المعطيات الميدانية، لا يمكن للفلسطينيين تقديم المزيد من التنازلات، فالتموضع العسكري الإسرائيلي داخل القطاع بات خطيرًا للغاية، وهناك فصل شبه كامل للقطاع، إضافة إلى توقف عمل "الأونروا" واستحواذ إسرائيل على ملف المساعدات، وبالتالي، فإن الكرة الآن في ملعب الجانب الإسرائيلي، وبالتالي عليه أن يوقف إطلاق النار، ويوقف التقدم العسكري، ويسمح بعودة العمل الإنساني والدولي بشكل فوري.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، بحكم دورها وتأثيرها، هي الوحيدة القادرة فعليًا على الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإحراز تقدم ملموس في المسار التفاوضي، مضيفا:" نتنياهو يماطل، بانتظار العطلة البرلمانية للكنيست، خشية أن يؤدي أي اتفاق إلى سقوط حكومته، وهو ما يدفع ثمنه يوميًا أبناء غزة من دمائهم ومعاناتهم.