عاجل

حكم الجري للحاق بصلاة الجماعة في المسجد .. اعرف الرأي الشرعي

المشي إلى الصلاة
المشي إلى الصلاة

يُعَدّ أداء الصلاة في جماعة من أعظم الشعائر الإسلامية التي يُحثّ المسلمون على المحافظة عليها، لما فيها من أجر عظيم وتعزيز لروح الأُخوّة بين المسلمين. 

وفي ظل حرص الكثيرين على إدراك صلاة الجماعة، يبرز تساؤل حول حكم الإسراع في المشي إلى المسجد عند خشية فوات الصلاة، وهو ما يوضحه العلماء استنادًا إلى النصوص الشرعية والأحاديث النبوية.

التوجيه النبوي في المشي إلى الصلاة

جاء في حديث النبي ﷺ قوله: “إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا” (متفق عليه). يُستدل من هذا الحديث الشريف على أهمية التزام السكينة والوقار أثناء الذهاب إلى المسجد، حتى عند خشية فوات جزء من الصلاة، لما في ذلك من تعظيم لشعائر الله واحترام للمكانة الروحية للصلاة.

أراء العلماء وتفسير النصوص

أوضح العلماء أن الإسراع الشديد إلى الصلاة قد يتسبب في فقدان الخشوع المطلوب، وهو أحد أركان الصلاة القلبية التي تجعل العبد حاضرًا بجوارحه وعقله بين يدي الله تعالى. وأكد الفقهاء أن الأفضل للمسلم أن يمشي بهدوء مع استشعار عظمة العبادة التي هو مقبل عليها، امتثالًا لتوجيه النبي ﷺ.

ومع ذلك، أجاز بعض العلماء التسارع اليسير عند الحاجة، كأن يكون المسلم في طريقه إلى المسجد وسمع الإقامة، بحيث يزيد من سرعته دون أن يؤدي ذلك إلى اضطراب نفسه أو انشغاله عن الاستعداد الروحي للصلاة.

روح العبادة فوق العجلة

تشير النصوص الشرعية إلى أن الله عز وجل يكتب للعبد أجره كاملًا بمجرد خروجه من بيته متجهًا إلى المسجد بنية الصلاة، حتى وإن فاتته الجماعة، مما يعكس رحمة الله الواسعة بعباده. ولذلك، ينبغي للمسلم أن يوازن بين الحرص على إدراك الصلاة وعدم الإخلال بحالة الطمأنينة والسكينة التي هي من أهم مقاصد العبادات.

ويتبين من ذلك أن الأصل هو المشي إلى المسجد بسكينة ووقار، وعدم الإسراع المبالغ فيه، مع جواز التسارع الخفيف عند الحاجة، دون الإخلال بحالة الخشوع. وهكذا، يجمع الإسلام بين الحرص على الجماعة وبين العناية بجوهر العبادة وروحها، في صورة متكاملة تعكس عظمة هذا الدين الحنيف

ما يقال عند المشي إلى المسجد 

عند المشي إلى المسجد، هناك أذكار وأدعية مأثورة عن النبي ﷺ يُستحب للمسلم قولها طلبًا للأجر واستحضارًا لنية العبادة. سأذكر لك أهم ما يُقال:

الدعاء عند الخروج من البيت إلى المسجد:  “بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.”
(رواه أبو داود والترمذي)
ويُقال أيضًا:  “اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أزل أو أُزل، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي.”
(رواه أبو داود)

الدعاء أثناء المشي إلى المسجد:  “اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن خلفي نورًا، واجعل لي نورًا.” (رواه البخاري ومسلم)

عند الاقتراب من المسجد: “اللهم افتح لي أبواب رحمتك.”(رواه مسلم)

فضل الذهاب إلى المسجد: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: “من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خُطُواتُه إحداها تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة.” (رواه مسلم)

تم نسخ الرابط