فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة: حصن للمؤمن ورحمة من الله
فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.. حصن للمؤمن ورحمة من الله

تُعدّ سورة البقرة من أعظم سور القرآن الكريم، لما تحتويه من أحكام شرعية، وعقائد إيمانية، وتوجيهات ربانية تهدف إلى إصلاح النفس والمجتمع. ومن بين آياتها العظيمة، تبرز آخر آيتين (285-286) لما لهما من فضل كبير، إذ ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه” (متفق عليه).
المعاني الإيمانية في الآيتين
تُجسد الآية الأولى (285) جوهر الإيمان، حيث يقرّ المؤمنون بوحدانية الله، وإيمانهم بملائكته وكتبه ورسله دون تفرقة بينهم، مع تسليمهم المطلق لأوامر الله:
﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾.
هذا الإيمان الشامل يُعزز يقين القلب ويُرسّخ علاقة العبد بخالقه، ما يمنحه راحة نفسية وثباتًا في مواجهة التحديات.
أما الآية الأخيرة (286) فهي دعاء شامل يطلب فيه المؤمنون من الله العفو والمغفرة، ورفع المشقة عنهم:
﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا…﴾
تعكس هذه الآية رحمة الله بعباده، إذ تؤكد أن الله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، وتُذكّر المؤمن بأن اللجوء إلى الله بالدعاء والاستغفار هو سبيل النجاة.
فضل قراءتهما يوميًا
بيّن العلماء أن قراءة هاتين الآيتين في الليل تُمثل حصنًا منيعًا يحفظ الإنسان من الشرور، سواء كانت وساوس الشيطان أو أذى البشر. فالحديث الشريف الذي يقول: “كفتاه” يحمل معنيين: الأول الكفاية من البلاء والأذى، والثاني الكفاية من قيام الليل لمن لم يستطع أداؤه.
كما أن المواظبة على قراءتهما تُذكّر المسلم يوميًا بعقيدته وأركان إيمانه، ما يُعزز روح التفكر والتدبر، ويُعينه على التوبة المستمرة والارتقاء الإيماني.
أفضل وقت لقراءتهما:
أفضل وقت لقراءة آخر آيتين من سورة البقرة هو في الليل قبل النوم، استنادًا إلى الحديث الشريف عن النبي ﷺ:
“من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه” (متفق عليه).
كلمة “كفتاه” تعني أنهما تكفيان القارئ من كل سوء، سواء كان ذلك كفاية من الأذى والشرور، أو كفاية من قيام الليل لمن لم يستطع أداؤه.
ومع ذلك، يُمكنك قراءتهما في أي وقت من اليوم، لكن قراءتهما ليلاً تمنحك:
• حماية من الشيطان حتى الصباح.
• سكينة وطمأنينة تساعدك على النوم براحة.
• بركة في الوقت والرزق عند الاستيقاظ
دعوة للتأمل والعمل
لذلك، يُستحب لكل مسلم أن يجعل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة عادة يومية، لما فيهما من بركة وحماية ورحمة. فهما تذكير دائم بأن رحمة الله أوسع من كل ذنب، وأن اللجوء إلى الله بالدعاء يُفتح به باب الفرج، ويُسدل به ستار السكينة على القلب.