غازي فيصل: الصواريخ الإيرانية مؤثرة ولكنها بلا غطاء دفاعي متكامل

قال الدكتور غازي فيصل، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، إن التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة لا يقتصر فقط على المواجهات العسكرية، بل يمتد إلى مسعى أمريكي شامل لإجبار النظام الإيراني على الاستسلام الكامل لشروط واشنطن، بما يتجاوز الحدود التقليدية للصراع العسكري.
واشنطن لا تكتفي بالمواجهة العسكرية
ونوه إلى أن واشنطن لا تكتفي بالمواجهة العسكرية، بل تسعى إلى تغيير طبيعة النظام السياسي في طهران، من نظام "ولاية الفقيه" إلى نظام مدني ديمقراطي تعددي، على حد تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد في تصريحات سابقة أن التعايش مع نظام طهران الحالي غير ممكن.
كما أكد الدكتور فيصل أن إيران لا تملك تفوقًا عسكريًا حقيقيًا، فهي تفتقر إلى قوة جوية ضاربة ومنظومات رصد ورادارات متطورة، مقارنة بإمكانات الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن الصواريخ الإيرانية قد تكون مؤثرة، لكن دون غطاء دفاعي وهجومي متكامل، تظل إيران في موقع ضعيف.
مفارقات ترامب
وحول المفارقة بين تأييد ترامب للحل الدبلوماسي وعدم ممانعته للضربات العسكرية، أوضح الخبير أن السياسة الأمريكية تقوم على المزج بين الدبلوماسية والاستراتيجية العسكرية، حيث تُمنح المفاوضات الأولوية، لكن في حال فشلها، تُفعل واشنطن خيار الحرب، كما حدث سابقًا في غزو العراق عام 2003.
وفي ختام مداخلته عبر "إكسترا نيوز"، أكد الدكتور غازي فيصل أن المنطقة تقف اليوم أمام تحول جيواستراتيجي حاسم، وأن الشرق الأوسط لن يعود إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر، في ظل تعقيدات الملف النووي الإيراني، والانكشاف الأمني المتزايد لطهران، وتحول الميدان إلى ساحة صراع مفتوحة.
حرب الـ12 يومًا لم تقتصر على استهداف المنشآت والبرنامج النووي الإيراني
ومن جانبه، صرح كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، بأن إيران تعتبر نفسها منتصرة في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، بعدما فشلت تل أبيب في تحقيق هدفها الأساسي، وهو تغيير النظام في طهران، وفق تعبيره.
وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أوضح آبادي أن الحرب،\ التي استمرت 12 يومًا، لم تقتصر على استهداف المنشآت والبرنامج النووي الإيراني، بل كانت تهدف إلى "تحقيق أهداف استراتيجية أوسع"، في مقدمتها إسقاط النظام الحاكم وتغيير بنية الدولة.
وقال آبادي: "إسرائيل لم تبلغ أهدافها الاستراتيجية، وبالتالي هُزمت في هذه الحرب. النتيجة تُقاس بما تحقق من أهداف، لا بحجم الدمار أو الخسائر في الميدان".