خبير اقتصادي: انسحاب بنك «HSBC» من تحالف المناخ يعكس تعقيدات اقتصادية وسياسية

قال الدكتور محسن السلاموني، أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، إن انسحاب بنك HSBC من تحالف المناخ العالمي جاء نتيجة أسباب اقتصادية وسياسية متشابكة، موضحاً أن القرار لا يعني تخلي البنك عن التزاماته البيئية، وإنما تأجيل تحقيق أهداف "صفر انبعاثات" من عام 2030 إلى عام 2050.
عوامل سياسية دفعت نحو هذا القرار
وأوضح السلاموني، في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز من لندن، أن هناك عوامل سياسية دفعت نحو هذا القرار، من أبرزها توجهات الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، والتي شككت في جدوى السياسات البيئية والالتزامات المناخية، معتبرة أن تغيير درجات حرارة الأرض عبر التحول إلى الطاقة الخضراء أمر "نظري يصعب تحقيقه".
وأشار إلى أن العديد من البنوك الأمريكية والكندية انسحبت أيضاً من التحالف، بسبب ارتفاع التكلفة الاقتصادية للالتزام بهذه السياسات، مشيراً إلى أن المؤسسات المالية باتت أكثر حذراً في تمويل مشروعات غير مضمونة النتائج مثل تلك المرتبطة بالمناخ.
تكلفة التحول إلى الطاقة الخضراء باهظة
ونوه السلاموني إلى أن تكلفة التحول إلى الطاقة الخضراء باهظة، وتعتمد في جوهرها على الكهرباء، التي تتضمن في إنتاجها واستهلاكها مكونات قد تكون ضارة بالبيئة، كمثل بطاريات السيارات الكهربائية، والتي تضم مواد ملوثة أو خطرة.
وفيما يتعلق بتأثير شروط التحالف على مرونة السياسات التمويلية للبنوك، أكد السلاموني أن هذه الاشتراطات قد تقيد قدرة المؤسسات المالية على التفاعل مع الظروف الاقتصادية الراهنة، قائلاً: "هناك تخوف من تمويل مشروعات يصعب قياس عوائدها بدقة، خصوصاً في ظل حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
تحالفات بديلة بدأت في الظهور
وأشار إلى وجود تحالفات بديلة بدأت في الظهور، مثل تحالف جلاسكو المالي لتحقيق صفر انبعاثات "GFANZ"، الذي انفتح على مشاركة بنوك ومؤسسات تأمين وصناديق استثمار مختلفة، وطرح هدفاً أكثر واقعية يتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 2% بدلاً من 1.5%.
وفي ختام تصريحاته لـ"إكسترا نيوز"، شدد السلاموني على أن العالم لا يمكنه في المرحلة الحالية الاستغناء عن مصادر الطاقة التقليدية، موضحاً أن النفط والغاز ما زالا يمثلان العمود الفقري للطاقة العالمية، وأي انتقال سريع نحو الطاقة النظيفة قد يواجه تحديات تقنية واقتصادية يصعب تجاوزها على المدى القريب.