التزييف العميق.. خبير الأمن السيبراني يكشف التقنية المستخدمة لفويس كامل الوزير
تداول نشطاء عبر منصّات التواصل الاجتماعي تسجيلًا صوتيًا نُسب إلى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، يتحدث فيه عن مسؤولية شخصية لحادث حريق سنترال رمسيس، منتقدًا هشاشة البنية التحتية وتأخر الميزانيات، ما أثار جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية.
لكن سرعان ما بادرت وزارة النقل بنفيٍ قاطع، وبيان حاسم يقطع الشك باليقين: "التسجيل مفبرك.. لا يمت بأي صلة للوزير.. ويهدف إلى تشويه الإنجاز وزعزعة الثقة في الدولة".
ما بين اتهامٍ منسوب ورد قاطع بالنفي.. تشكّلت خيوط القصة التي سنعرضها لكم في التقرير التالي:
ماذا جاء في التسجيل الصوتي المنسوب لـ كامل الوزير
التسجيل، الذي حمل طابعًا دراميًا، تحدث بلسان كامل الوزير عن معاناة مع البنية التحتية، وضغوط مالية، وتحميل ذاتي للمسؤولية عن كارثة حريق رمسيس.
النقل تكشف الحقيقة الكاملة وراء "الفويس المفبرك" لكامل الوزير
أصدرت وزارة النقل بيانًا شديد اللهجة جاء فيه: إن التسجيل المنسوب لنائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المتداول عبر عدد من وسائل التواصل الاجتماعي والمتضمن إشارة إلى هشاشة البنية التحتية المصرية وأن حريق سنترال رمسيس وغيرها سببها ضعف الميزانية وعدم استثمارها لتطوير البنية التحتية لا يمت له بصلة، كما أنه تسجيل كاذب ومدلس ومغرض يهدف إلى إثارة البلبة ونشر الشائعات والتقليل من إنجازات الدولة المصرية والمشروعات العملاقة غير المسبوقة التي تم إنجازها في مختلف المجالات منذ عام 2014 حتى الآن.
صانعو الشائعات في فخ النقل.. تحذير من الشائعات الممنهجة
وناشدت وزارة النقل المواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الأكاذيب والشائعات المغرضة والحصول على المعلومات والاخبار الصحيحة من مصادرها الرسمية.
مستشار الأمن السيبراني عن تسجيل كامل الوزير المفبرك: نعيش زمن "الصوت المزوّر"
من جانبه، أكد الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، أن واقعة التسجيل المفبرك المنسوب للفريق كامل الوزير، تمثل "ناقوس خطر حقيقي"، مشددًا على أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة اليوم على إنتاج "محتوى كاذب يبدو حقيقيًا بنسبة تكاد تلامس 100%".
وقال مستشار الأمن السيبراني إن هذه الأدوات قد تُستخدم لتشويه شخصيات عامة، أو إثارة البلبلة، أو حتى استهداف الأمن القومي، دون إطلاق رصاصة واحدة!".
وأضاف: “نحن نعيش الآن في عالم بات فيه الصوت لا يُصدق، والصورة لا تُؤمن، والفيديو لا يُعتمد عليه دون تحليل تقني دقيق.. وهنا، تبرز مسؤولية المواطن الواعي، والإعلام المهني، والدولة الذكية في حماية الحقيقة من فبركة الآلة”.
وشدد "رمضان" على ضرورة التصدي لظاهرة "التزييف العميق"، مؤكدًا أنها لم تعد مجرد لعبة تقنية، بل أصبحت تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي والمجتمعي، تستخدم لتدمير الثقة بين الشعوب ومؤسساتها، ولتشويه الحقائق في عيون الناس.. لذلك، فإن دورنا كمجتمع، ودوري كخبير في الأمن السيبراني، أن نرفع الوعي، ونطور قدراتنا، ونواجه هذه الظاهرة علميًا وتقنيًا وتشريعيًا قبل أن تتحول إلى سلاح يُستخدم يوميًا في تزييف الواقع الذي نعيش فيه".
ما هي خاصية التزييف العميق؟
وكشف الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني، أن التزييف العميق هو استخدام الذكاء الاصطناعي، وخاصة تقنيات التعلم العميق Deep Learning، لتعديل أو توليد محتوى مرئي أو صوتي يبدو حقيقيًا تمامًا لكنه مفبرك بالكامل. هذه التقنية تسمح بتركيب وجه شخص على جسد آخر، أو توليد صوت مطابق تمامًا لصوت شخصية عامة، بل وحتى إنشاء فيديوهات كاملة تظهر فيها شخصيات سياسية أو إعلامية وهي تقول أو تفعل أشياء لم تحدث مطلقًا".
وتطرّق إلى ذكر أمثلة واقعية خطيرة، منها فيديو أوباما المفبرك: في تجربة شهيرة، أنتجت شركة أمريكية فيديو يظهر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهو يقول تصريحات مسيئة، في حين أن الفيديو كان مفبركًا بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وذكر أيضًا واقعة نشر صور مفبركة خلال الحرب الروسية الأوكرانية، قائلًا: "انتشرت صور "جنود يوزعون مساعدات"، و"قصف مدن"، تبيّن لاحقًا أنها مزيفة بالكامل عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، وتم تداولها إعلاميًا لخلق حالة من التأثير النفسي والدعائي".
