قرار جديد من النيابة العامة بشأن «الموت الغامض» فى قرية دلجا

في تطور جديد للواقعة المأساوية التى هزت محافظة المنيا، أمر المستشار محمد أبوكريشة، المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، اليوم الأحد، بالتحفظ على الفتاتين الناجيتين من الحادث، وعدم تسليمهما إلى عمهما أو أي فرد آخر من الأسرة في الوقت الحالي، لحين استكمال التحقيقات فى وفاة أربعة أطفال من أسرة واحدة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، وذلك في ظل استمرار الاشتباه بوجود شبهة جنائية في الواقعة، التي هزّت الشارع المصري خلال الأيام الأخيرة.
وفى وقت سابق أمرت جهات التحقيق بانتداب فريق من الطب الشرعي لتشريح جثمان الطفل "أحمد. ن. م."، البالغ من العمر خمس سنوات، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بأعراض غامضة، ليرتفع عدد الوفيات إلى أربعة أشقاء من أصل ستة أطفال أصيبوا داخل منزلهم بقرية دلجا بمركز دير مواس
التحقيقات تتوسع: استجواب الأب وزوجته
تواصل النيابة العامة بديرمواس تحقيقاتها الموسعة لكشف ملابسات وفاة الأشقاء الأربعة، حيث استمعت إلى أقوال والدهم وزوجته، بشأن تفاصيل الأيام والساعات الأخيرة التي سبقت ظهور الأعراض المفاجئة على الأطفال، وتتضمن التحقيقات الاستفسار عن نوعية الطعام الذي تناولوه، والبيئة المحيطة بهم داخل المنزل، إلى جانب علاقات الأسرة ومحيطها.
تحليل عينات جديدة لتحديد السبب الدقيق للوفاة
أمرت جهات التحقيق بسحب عينات من جثمان الضحية الأخيرة، الطفل "أحمد نصر" (5 سنوات)، الذي تُوفي متأثرًا بحالته الصحية بعد ساعات من وفاة أشقائه الثلاثة، وتم إرسال العينات إلى المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة لتحليلها بشكل دقيق، ضمن الإجراءات التي تهدف إلى تحديد السبب العلمي والطبي المؤكد وراء الوفاة.
الطب الشرعي والطب الوقائي يدخلان على الخط
في سياق متصل، يواصل الطب الشرعي إعداد تقارير الصفة التشريحية الخاصة بجثامين الأطفال الأربعة، بينما تولّى فريق من الطب الوقائي فحص المنزل والبيئة المحيطة، تمهيدًا لإعداد تقرير شامل حول مدى وجود مواد سامة أو عوامل بيئية قد تكون وراء التدهور السريع في الحالة الصحية للأطفال، ويُنتظر أن تُسهم هذه الفحوصات في حسم فرضية التسمم الغذائي أو الكيميائي، خاصة مع استبعاد الأمراض المعدية كالتهاب السحايا.
مأساة دلجا مستمرة ومطالبات بكشف الحقيقة
بينما تتواصل التحقيقات، تعيش قرية دلجا حالة من الحزن والقلق، وسط مطالب شعبية ورسمية بالإسراع في كشف الحقيقة وتحديد المسؤول عن المأساة، التي أودت بحياة أربعة أطفال في أعمار الزهور، ونجاة شقيقتين لا تزالا تحت الرعاية الطبية والتحفظ الأمني بمركز السموم لحين انتهاء التحقيقات بشكل نهائي.