أول بيان من وزارة الصحة بشأن «الموت الغامض» فى قرية دلجا

أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن نتائج التحاليل المعملية (PCR) التي أجريت على عينات الأطفال الستة من قرية دلجا بمركز دير مواس، أثبتت سلبية الإصابة بالتهاب السحائي، مشيرا إلى أن هذه النتائج تنفي ما تردد من مزاعم بشأن وفاة الأطفال الأربعة جراء هذا المرض، مؤكدًا أن السبب النهائي للوفاة لا يزال قيد التحقيق.
وزير الصحة: الطب الشرعي يحسم السبب النهائي للوفاة
وأشار وزير الصحة، إلى أن تحديد السبب المباشر للوفاة سيكون من اختصاص مصلحة الطب الشرعي، ضمن الإجراءات القانونية التي تباشرها النيابة العامة، وتنتظر الجهات الطبية والقضائية تقرير الصفة التشريحية لتحديد ما إذا كانت الوفيات نتيجة تسمم أو عوامل أخرى غير معدية.
وفى ذات السياق أمر المستشار محمد أبوكريشة، المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، اليوم الأحد، بانتداب فريق من الطب الشرعي لتشريح جثمان الطفل "أحمد. ن. م."، البالغ من العمر خمس سنوات، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بأعراض غامضة، ليرتفع عدد الوفيات إلى أربعة أشقاء من أصل ستة أطفال أصيبوا داخل منزلهم بقرية دلجا بمركز دير مواس.
النيابة تفتح تحقيقًا موسعًا
ووجّه المحامي العام بسرعة إعداد تقرير الصفة التشريحية للطفل المتوفى، للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الوفاة، خاصة أنه توفي بعد ساعات فقط من دفن أشقائه الثلاثة الذين قضوا في نفس الظروف، كما كلف النيابة العامة بمركز دير مواس بسماع أقوال الطفلين المصابين، اللذين يخضعان للعلاج حاليًا داخل مركز علاج السموم بمدينة المنيا، لفك لغز الأعراض المفاجئة التي ألمّت بالأشقاء الستة.
بلاغ رسمي وتحرك أمني عاجل
تلقى اللواء مجدي سالم، مدير أمن المنيا، إخطارًا من مدير مستشفى دير مواس المركزي بوصول ستة أطفال أشقاء من أسرة واحدة، من بينهم ثلاثة جثامين: محمد (11 سنة)، ريم (10 سنوات)، وعمر (7 سنوات)، أما الثلاثة الآخرون، فتم نقلهم في حالة حرجة إثر إصابتهم بـ«تشنجات واضطراب في الوعي وارتفاع شديد في درجات الحرارة»، لكن الطفل أحمد توفي لاحقًا خلال محاولة إسعافه.
الطب الوقائي والصحة يدخلان على الخط
في السياق ذاته، كلف الدكتور نادي مكرم، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، فريقًا طبيًا متخصصًا بمتابعة الحالتين الباقيتين، وهم "رحمة" (12 سنة) و"فرحة" (15 سنة)، وسحب عينات وتحاليل عاجلة لتحديد طبيعة الإصابات وما إذا كانت بسبب تسمم أو مرض معدٍ.
تشييع جنائزي مؤلم وتوتر يسود القرية
سادت حالة من الحزن والقلق الشديد قرية دلجا والقرى المجاورة لها، بعد الإعلان عن تفاصيل الحادث، حيث شيّع الأهالي جثامين الأطفال الثلاثة في جنازة شعبية مهيبة، ودفنوا في مقابر الأسرة بالظهير الصحراوي الغربي للقرية، في مشهد مؤثر خطف القلوب وزاد من تعقيد المشهد العام.
جهود أمنية مكثفة لكشف الحقيقة
فيما لا تزال الأجهزة الأمنية بالمنيا تكثف جهودها لكشف ملابسات الحادث الغامض، والتحقيق في كافة الاحتمالات، سواء وجود شبهة جنائية أو تسمم غذائي أو تعرضهم لمواد سامة داخل المنزل، وسط ترقب واسع من أهالي