مهرجان"الأراجوز" يُبرز قوة الاقتصاد الثقافي ويُكرّم أطفال غزة بدورته الرابعة

في ظل الأجواء الاحتفالية التي تُحيي التراث الشعبي المصري، اختُتمت مؤخرًا فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الأراجوز، الذي يقام بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية و وزارة الثقافة، ويسلط الضوء هذا العام على "اقتصاديات التراث" كمدخل لتعظيم القيمة المادية للتراث اللامادي.
كشف دكتور نبيل بهجت مدير المهرجان وأستاذ المسرح بجامعة حلوان عن رؤيته لتحويل" الأراجوز" من فن شعبي إلى منتج اقتصادي يُسهم في زيادة الدخل القومي، كما تحدث عن تفاعل الجمهور العالمي مع هذا الفن، والإعداد لتأسيس أول متحف حي للأراجوز في مصر.
الدورة الرابعة "التراث مقاومة"
وافتتح بهجت حديثه في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية "بتقييم نجاح الدورة الرابعة، التي حملت شعار "التراث مقاومة" وتُكرّم أطفال غزة، وخاصة الطفلة هند رجب التي فقدت أطرافها في القصف الإسرائيلي،قائلا اخترنا هذا العام التركيز على الجانب الاقتصادي للتراث اللامادي، لنثبت أنه يمكن تحويل الثقافة إلى مصدر دخل، كما هو الحال في تجارب رائدة مثل مشغولات "عزة فهمي" للحلي، أو أعمال"يس واصف" في نسيج الكليم.
وأضاف أن العروض انتشرت بين القاهرة والإسكندرية، وشملت عروضًا تراثية مثل "الديك الهادر الغادر" أول عرض فلسطيني يُقدم في المهرجان و"التمساح" الذي يُعاد إحياؤه بعد ألف عام من اختفائه.
الأراجوز من المحلية إلى العالمية: كيف جذب الجمهور الأجنبي؟
عند سؤاله عن تصدير الأراجوز عالميًا، أوضح دكتور بهجت أن هذا الفن كأقدم شكل مسرحي مصري يحمل عناصر بصرية وإيقاعية تتجاوز حاجز اللغة.
وتابع :في أمريكا، قدمنا 121 عرضًا شاهده 40 ألف متفرج، وفي إسبانيا تفاعل الجمهور مع الأغاني والحركات رغم عدم فهمهم للعامية المصرية. الأراجوز يشبه شخصيات مثل "كاسبر"الألماني أو "جنيول"الفرنسي، ما يجعله مألوفًا للغربيين.
وأكد أن العروض تُقدم بالعامية المصرية دون ترجمة، لأن "الآخر يريد سماع لغتنا الأصيلة"، مشيرًا إلى أن الفنانين العائدين من جولاتهم الخارجية يحققون عائدًا بالعملة الصعبة، مما يعزز فكرة تحويل التراث إلى اقتصاد.
متحف حي للأراجوز: خطوة للحفظ والتسويق
وكشف دكتور بهجت عن مباحثات مع وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافيةلإنشاء أول متحف حي للأراجوز في مصر ،مضيفًا تم تخصيص مساحة في بيت السحيمي، ونعمل على إعداد كتالوج رقمي، الفكرة هي إحياء التراث ليس فقط في المتاحف، بل في الأسواق والحياة اليومية.
واختتم دكتور نبيل بهجت مدير المهرجان وأستاذ المسرح بجامعة حلوان ، حديثه بدمج التراث في الصناعات الإبداعيةمثل تحويل الحرف اليدوية (الجلابيب السودانية، صناعات الجريد) إلى سلع قابلة للتصدير،و إنتاج نسخ رقمية من عروض الأراجوز مع ترجمات متعددة اللغات،و إدراج الأراجوزفي المناهج التعليمية لضمان استمرارية الأجيال في ممارسته.