باحث سياسي: الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل المقاييس | فيديو

يحذر الباحث السياسي الدكتور شفيق التلولي ، من أن المنطقة تقف على "حافة الهاوية"، معتبراً أن أي تأخير في التوصل لاتفاق قد يفجر الوضع من جديد ويزيد من معاناة المدنيين في قطاع غزة، الذين يشيِّعون يومياً عشرات الضحايا تحت القصف الإسرائيلي والحصار المفروض منذ أشهر في ظل التصعيد الميداني المستمر وتعقيدات المفاوضات الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل.
وأوضح التلولي في مداخلة هاتفية لقناة " القاهرة الإخبارية " موقف المفاوضات الراهن، مشيراً إلى أن المحادثات تسير باتجاه اتفاق لكن بشروط إسرائيلية تفرضها واشنطن على حماس، بينما تل أبيب تماطل وتعيد طرح شروطها القديمة تحت ذرائع مختلفة.
غزة تنتظر اتفاقاً للتنفس
وأكد التلولي أن الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل المقاييس، حيث قُتل أكثر من 450 فلسطينياً منذ بدء جولة المفاوضات الأخيرة، فضلاً عن تدهور الظروف المعيشية بسبب الحصار والجوع والأمراض، مضيفًا أهل غزة ينظرون إلى الدوحة وواشنطن بأمل إنهاء هذا الفصل الرهيب من القتل والتدمير، لكن الإسرائيليين يواصلون تعنتهم، بينما الأمريكان يضغطون على حماس لقبول شروط تل أبيب.
وأشار إلى أن إسرائيل، رغم موافقتها المبدئية على مقترح "تكافؤ" الذي طرحه الوسيط الأمريكي، عادت لتشترط تعديلات جديدة، خاصة فيما يتعلق بانسحاب قواتها من محاور مثل "موراج"، وإعادة انتشارها في القطاع، وهو ما يعتبره التلولي مناورة لاستئناف الحرب لاحقاً.
الولايات المتحدة: بين ضغط نتنياهو ورغبة ترامب في "نصر سياسي"
وكشف التلولي عن تناقض الموقف الأمريكي، الذي كان يروج لاتفاق وشيك، قبل أن يطالب حماس بالتخلي عن مطالبها الأساسية، مثل ضمان وقف دائم للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية. وفسّر ذلك بالضغوط التي يمارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إدارة الرئيس جو بايدن، وكذلك رغبة الأخير في تحقيق إنجاز سياسي قبل الانتخابات الأمريكية.
وقال: ترامب يريد استثمار التوتر الإقليمي، خاصة بعد المواجهة مع إيران، لدفع اتفاق يحقق له مكاسب داخلية، ربما كجائزة نوبل أو كتوطيد لموقفه الانتخابي، لكنه يواجه معضلة كيف يوازن بين دعم نتنياهو وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأوضح التلولي،أن نتنياهو نفسه يعاني من أزمة داخلية، حيث يرفض حزب "ليكود" وحلفاؤه اليمينيون المتطرفون، مثل إيتمار بن غفير و سموتريتش، أي اتفاق يوقف الحرب دون "تدمير حماس".
وأضاف ، حتى لو وقع نتنياهو الاتفاق، سيواجه تمرداً في الكنيست. لذلك يماطل ويشتّرط لإرضاء الائتلاف، بينما يريد ترامب تمرير الصفقة بأي ثمن.
وحذّر التلولي من أن الضغط الأمريكي المتزايد على حماس لقبول شروط إسرائيلية مجحفة قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات، لكنه أشار إلى أن الحركة "ستحاول استغلال الانقسام الإسرائيلي-الأمريكي لتحصين موقفها".
وقال حماس مطالبة بالتركيز على الضغط الأمريكي على نتنياهو، وليس العكس، لأن واشنطن هي من تريد الصفقة الآن، لكنها تضع شروطاً غير واقعية، كما أشار إلى غياب رئيس الموساد عن وفد المفاوضات الإسرائيلي في الدوحة، ما يعني أن "القرار النهائي سيُتخذ في واشنطن، وليس في قطر"، مؤكداً أن أي اتفاق مرشح للتنفيذ خلال الأيام المقبلة، لكنه لن يكون بالضرورة وفق رؤية حماس.
خريطة الانتشار الإسرائيلي
وكشف التلولي أن إسرائيل تقدمت بمطالب جديدة حول إعادة انتشار قواتها في غزة، بما يشبه "خريطة احتلال دائمة"، وهو ما يهدد بتفجير أي اتفاق مستقبلي وعلق، نتنياهو يريد تأمين خريطة تسمح له باستئناف الحرب متى شاء، بينما الشعب الفلسطيني بحاجة لوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات.
واختتم التلولي بالقول إن المنطقة أمام سيناريوهين: إما اتفاق هش يُنهي الحرب مؤقتاً مع استمرار التعنت الإسرائيلي، أو انهيار المفاوضات وانفجار الوضع مجدداً، ومشددًا على أن اللحظة حرجة، والضغط الشعبي والدولي هو السلاح الوحيد لإنقاذ غزة من كارثة إنسانية لا سابق لها.