عاجل

السمسمية: تراث السويس وحكاياته في ورش ثقافية وفنية بقصر الثقافة

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

في إطار اهتمام وزارة الثقافة بإحياء التراث المصري الأصيل، نظم قصر ثقافة السويس مجموعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، تحت مظلة الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها".
 

وقد حظيت آلة السمسمية، كأحد أبرز رموز الهوية التراثية لمدينة السويس، بحضور لافت في هذه الفعاليات، من خلال ورش فنية تثقيفية موجهة للأطفال.

 

السمسمية: رمز تراثي من قلب السويس
في ورشة حكي مميزة، تحدث الفنان محمد أبو عمرة عن آلة السمسمية، مؤكداً أنها ليست مجرد أداة موسيقية، بل أحد الرموز الحية لتراث السويس الشعبي. أشار إلى أنها صاحبة حضور دائم في جلسات السمر والأغاني الشعبية، وأنها ارتبطت تاريخياً بوجدان أهل السويس، خاصة في فترات المقاومة والصمود.

وتناول الفنان في حديثه الجوانب الفنية لتكوين السمسمية، من حيث الخشب المستخدم وأوتارها وعددها، بالإضافة إلى أسلوب العزف عليها، الذي يتطلب مهارات خاصة.

 

ورشة رسم تدمج التراث بالفن
ضمن الفعاليات الموجهة للأطفال، نظم قصر الثقافة ورشة رسم تعليمية، بدأها الفنان محمد أبو عمرة برسم السمسمية باستخدام القلم الرصاص، ثم دمج الأطفال في تلوينها بالألوان الخشبية، في تجربة فنية تهدف إلى تبسيط فكرة التراث وربطه بالإبداع.

أتاحت الورشة للأطفال فرصة للتعبير الفني والتعرف على آلة موسيقية تراثية من خلال التفاعل البصري واليدوي، مما يعزز قيم الانتماء والحفاظ على الموروث الثقافي لديهم.

 

تنمية مهارات الأطفال من خلال الفن
لم تقتصر الأنشطة على ورشة السمسمية، بل شملت ورشًا متعددة لتعليم الرسم والتلوين، حيث تعلّم الأطفال أساسيات التلوين، وتكوين الأشكال الفنية، وتطوير قدراتهم الحسية والذهنية، وذلك ضمن أهداف ترمي إلى تنمية التفكير الإبداعي والتركيز لدى النشء.

وأقيمت مسابقة ثقافية عن تاريخ محافظة السويس، شملت أسئلة حول الحرف التقليدية، مثل صيد الأسماك، وأهمية آلة السمسمية في التراث المحلي، مما عزز الفهم العميق للهوية الثقافية.

 

محاضرات تثقيفية... بين التراث والمجتمع
في سياق متصل، نظم قصر الثقافة عددًا من الفعاليات التوعوية والاجتماعية، منها محاضرة بعنوان "دور المرأة في النهوض بالمجتمع"، ألقتها الكاتبة انتصار عطية، التي شددت على أهمية دور المرأة في التنمية والتعليم وغرس القيم لدى الأجيال.


وقدم بيت ثقافة فيصل محاضرة توعوية عن التنمر لطالبات مدرسة السويس الفنية للتمريض، تحدثت خلالها الدكتورة زينب عمر عن أنواعه وتأثيره، مؤكدة أهمية التصدي له في البيئة التعليمية والمجتمع عامة.


تُعد ورش السمسمية التي نظمها قصر ثقافة السويس مثالاً حياً على دمج الفنون بالتعليم، والحفاظ على التراث من خلال الإبداع. إنها دعوة مفتوحة للأجيال الجديدة كي تتعرف على جذورها وتفخر بها، عبر أدوات فنية تبني الوعي وتغرس القيم في قوالب محببة وبسيطة. فالسمسمية لم تكن مجرد آلة موسيقية، بل أصبحت لسان حال مدينة مقاومة، وسيرة مجتمع لا يزال يروي حكايته بصوت الوتر ولون الطفل.

تم نسخ الرابط