باحث: شخصية ترامب النرجسية تصر على وقف الحرب في غزة من أجل جائزة نوبل للسلام

كشف الباحث السياسي الدكتور شفيق التلولي عن تحليله لتداعيات التلميحات المتكررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أحقيته بجائزة نوبل للسلام، وربط ذلك بمآلات الحرب على غزة واستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في إطالة أمد الصراع، كما تناول التلولي الدور العربي والدولي في مواجهة مشاريع التهجير والسلام بالقوة.
ترامب ونوبل
وصف التلولي في مداخلة هاتفية لقناة “ القاهرة الاخبارية ” تلميحات ترامب بأنها تعكس "النرجسية السياسية" لرجل يُصور نفسه كصانع صفقات استعراضية، مشيراً إلى أن طموح ترامب الشخصي للحصول على الجائزة قد يدفعه للضغط نحو اتفاقٍ جزئيٍ في غزة، لكنه أكد أن النافذة الإسرائيلية مشوّشة تماماً ولا يمكنها منحه الشرعية المطلوبة.
وأضاف:من الوقاحة أن يمنح نتنياهو المطلوب دولياً "كمُجرم حرب" صك الجائزة لترامب الذي يدعم جرائمه، هذه مهزلة تصل إلى حد الكوميديا السوداء، حيث يلعب الطرفان أدواراً متناقضة أمام المجتمع الدولي.
نتنياهو كيف يُخادع واشنطن؟
كشف التلولي عن استراتيجية نتنياهو في التعامل مع الإدارات الأمريكية، سواءً إدارة "ترامب " الحالية أو إدارة بايدن السابقة، قائلاً:
نتنياهو برع في قول 'لا' لإدارة ترامب بينما يحصل على 'نعم' كبيرة، أما مع بايدن فيقول 'نعم' بلغة المماطلة، فهو يستخدم نفس أدوات الاحتيال لامتصاص الضغوط وجرّ ترامب إلى صفه، كما فعل سابقاً في الملف النووي الإيراني.
وأشار إلى أن نتنياهو يعتمد على "العلاقة الشخصية" مع ترامب، لكنه يدرك أن المصالح الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة خاصة حماية الكيان الإسرائيلي تظل أولويةً فوق كل الاعتبارات، مما يمنحه هامشاً للمناورة.
و أكد التلولي أن كلاً من نتنياهو وحركة حماس يستخدمان الحرب كأداة للبقاء لو ضمن نتنياهو بقاءه في السلطة، وضمنت حماس بقاءها في غزة، لانتهت الحرب هذه مفارقة تجمع الطرفين بشكل غير مباشر".
و أضاف أن حماس ترفض الشروط الأمريكية التي تطلب منها التنازل عن القضايا الثلاث (وقف الحرب، إطلاق الأسرى، اليوم التالي)، لأنها تدرك أن "اليوم التالي" يعني تصفية وجودها.
التهجير والمشروع الصهيوني من غزة إلى الضفة
و حذر التلولي من أن الهدف الإسرائيلي يتجاوز غزة إلى الضفة الغربية والقدس، و إسرائيل تعيد احتلال غزة بنسبة 85%، وتقطع أوصالها لتهجير الفلسطينيين، ثم تنتقل إلى الضفة عبر مشاريع الضم، القدس أيضاً في دائرة الاستهداف وهذا جزء من مشروع تصفية القضية الفلسطينية.
وأشاد التلولي بالموقف العربي الرافض للتهجير، خاصة دور مصر والسعودية والأردن، مشيراً إلى أن "الخطة المصرية" التي تبنتها القمة العربية تشكل حائط صد ضد المشاريع الإسرائيلية، كما أكد أن المطلوب عربياً هو تفعيل المبادرة العربية 2002 (حل الدولتين).
وو أشار الي عقد مؤتمر دولي للسلام بدلاً من "السلام المجاني" الذي تروج له إسرائيل مع تحويل الدعم السياسي إلى دعم ميداني عبر الجيوش العربية إذا لزم الأمر.
و تختتم التلولي بالقول إن ترامب ونتنياهو يتشاركان في رؤية "السلام بالقوة" وفرض "الاتفاقات الإبراهيمية" لتحويل إسرائيل إلى "كيان طبيعي" في المنطقة، لكنه حذر من أن ذلك يتعارض مع الموقف العربي الذي يربط أي تسوية بإنهاء الاحتلال.