الأمم المتحدة: الوضع في قطاع غزة «جحيم على وجه الأرض» ولا مكان آمن لسكانها

وصف أوليفييه دي شوتر، مقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر وحقوق الإنسان، الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مؤكدًا أن سكان قطاع غزة يعيشون تحت حصار خانق فُرض عليهم من قبل إسرائيل، في ظروف إنسانية غير مسبوقة.
وقال دي شوتر، خلال مداخلة هاتفية لقناة القاهرة الإخبارية، إن غزة تلهث من أجل البقاء، في ظل انعدام سبل الحياة الأساسية من غذاء ودواء وماء، مشيرًا إلى أن الكلمات تعجز عن وصف الواقع اليومي في القطاع، الذي بات أشبه بـ «جحيم على وجه الأرض».
وكشف المقرر الأممي عن أن 57 شخصًا لقوا حتفهم في قصفة واحدة شنتها قوات الاحتلال مؤخرًا، وأن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز الـ500 شخص، فضلًا عن آلاف المصابين الذين يعانون من جروح خطيرة، في ظل انهيار كامل للمنظومة الصحية.
وأشار دي شوتر إلى أن الظروف المعيشية أصبحت مهددة للحياة حتى دون القصف العسكري، حيث يموت بعض السكان بسبب سوء التغذية وفقدان الأدوية ومياه الشرب، وهو ما يفاقم من المأساة الإنسانية، ويُظهر حجم الكارثة المتصاعدة.
وأكد أن أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون على 19% فقط من مساحة غزة، وأنه لا يوجد أي مكان آمن في القطاع يمكن اللجوء إليه، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى حول مستقبل سكان غزة في ظل استمرار العدوان وتدهور الأوضاع الإنسانية.
قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن هناك إتفاق غير معلن بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص قطاع غزة وما بعد الحرب، سيجرى الكشف عنه في الوقت المناسب.
وعاد، نتنياهو من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل اليوم ، التي عقد فيها عدة لقاءات مع الرئيس دونالد ترامب.
نتنياهو يآمل في التوصل إلى إتفاق قريبًا
وكانت تُعقد الآمال على أن يختتم نتنياهو زيارته إلى واشنطن بإعلان لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أنه لم يُعلن سوى التمسُّك بهزيمة حماس وتجريدها من سلاحها، التي لا زالت توجه ضربات عسكرية قاصمة لإسرائيل وتقبض أرواح جنودها في قطاع غزة.
ورجّح خبراء أن تأخر إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ناجم عن فشل نتنياهو في إقناع اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم بذلك، وتهديده بالانسحاب ما يُسبب انهيار الحكومة، بينما نتنياهو يحاول جاهدًا الإبقاء عليها، لا سيما وأنها السبيل الوحيد له للحيلولة دون محاكمته، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وللتغلب على هذه النقطة، أفادت هآرتس، أن نتنياهو طالب ترامب، بتعهد كتابي بالسماح لإسرائيل بالعودة للقتال بعد الهدنة، إلا أن الرئيس الأمريكي أعطاه تعهد شفوي.
ولكن رغم تصريحات نتنياهو الأخيرة التي تمسّك فيها بهزيمة حماس التي وصف أفرادها بالوحوش، عبّر عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال بضعة أيام يُجرى خلاله الإفراج عن عشرة من الأسرى.