عاجل

هل تعود الرسوم الجمركية الأمريكية بعد إنتهاء مهلة التعليق؟

الاقتصاد الامريكي
الاقتصاد الامريكي

في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تمسك بسياسة "أمريكا أولاً"، التي أعلنها   الرئيس دونالد ترامب، حيث هدد مؤخراً بفرض رسوم جمركية بنسبة 35% على واردات كندا، مما يفتح باباً جديداً من المواجهات الاقتصادية بين أكبر اقتصاد في العالم وجارته الشمالية. 

أوضح الدكتور أيمن غنيم، أستاذ إدارة الأعمال، في مداخلة هاتفية لقناة " اكسترا نيوز"  أن جذور الأزمة تعود إلى المشكلة المزمنة التي تعاني منها الولايات المتحدة، وهي العجز التجاري الذي بلغ نحو تريليون دولار العام الماضي، مما أدى إلى تفاقم الدين العام الأمريكي، الذي وصل إلى مستوى قياسي يقارب 37 تريليون دولار، بينما يمثل الدين الخارجي نحو 27 تريليون دولار.

أزمة هيكلية تهدد الاقتصاد الأمريكي 

 

أشار دكتور  غنيم إلى أن العجز التجاري الأمريكي ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج تراكمات طويلة، حيث تفوق الواردات على الصادرات بشكل كبير، مما يزيد من أعباء خدمة الدين، التي تستحوذ على جزء كبير من الموازنة العامة.

 وأضاف: أي إدارة أمريكية كانت ستأتي ستضطر للتعامل مع هذه المشكلة، لكن الفارق هو الأسلوب، الإدارات السابقة كانت تتبع سياسات تقليدية لتعزيز التنافسية أو تحفيز الإنتاج المحلي، لكن إدارة ترامب اختارت أسلوباً أكثر تصعيداً، خاصة مع الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي وكندا. 

وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وكندا، التي تربطهما أكبر حدود تجارية في العالم، إلا أن التهديدات الأخيرة تعكس تصاعداً في سياسة "الحمائية" التي ينتهجها ترامب، موضحًا أن كندا ليست الشريك الوحيد الذي تعاني منه واشنطن عجزاً تجارياً، حيث تحتل الصين المركز الأول بعجز يتجاوز 440 مليار دولار، تليها دول مثل اليابان والاتحاد الأوروبي. 

لكن يبقى السؤال لماذا كندا تحديداً؟ 

 

يرى الخبير الاقتصادي أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الملف التجاري بمنطق "المكاسب قصيرة الأجل"، حيث تسعى لتحقيق انتصارات سريعة في المفاوضات، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، كما أن كندا على عكس الصين، قد تكون أكثر مرونة في تقديم تنازلات بسبب اعتمادها الشديد على السوق الأمريكية. 

ماذا بعد انتهاء مهلة التعليق؟

مع اقتراب موعد انتهاء المهلة الممنوحة لتعليق الرسوم الجمركية، يتساءل الكثيرون عن السيناريو الأكثر ترجيحاً، هنا لفت غنيم إلى تصريحات وزير الخزانة الأمريكي، التي تشير إلى عودة الرسوم الجمركية بداية أغسطس في حال لم تحقق المفاوضات تقدماً كافياً. 

وتابع : الولايات المتحدة اليوم تتعامل مع شركائها من منطق القوة، لكن الشركاء أيضاً لديهم أولوياتهم،الصين والاتحاد الأوروبي وكندا يحاولون حماية اقتصاداتهم وتعزيز النمو وخفض البطالة، لذلك لن نرى تنازلات سهلة. 

وعند سؤاله عن احتمالية تحول النزاعات التجارية إلى أزمة اقتصادية عالمية، أجاب دكتور غنيم بأن السيناريو ليس مستبعداً، لكنه يعتمد على مدى تصعيد الأطراف المعنية. 

وقال : إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية عشوائية، فقد نرى ردود فعل مماثلة من الشركاء التجاريين، مما يزيد من تباطؤ النمو العالمي. لكني أعتقد أن الجميع يدرك خطورة الوضع، لذلك قد تشهد الفترة المقبلة مفاوضات مكثفة لتجنب الأسوأ.

واختتم دكتور أيمن غنيم حديثه بالتأكيد على أن سياسة ترامب، رغم طابعها الاستعراضي أحياناً، تندرج ضمن استراتيجية أمريكية ثابتة للحد من العجز التجاري، لكنها تختلف في الأدوات، مضيفًا   ما نراه اليوم هو أسلوب تفاوض قائم على التصعيد، لكن الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية لم تتغير، أي إدارة قادمة ستواصل الضغط لتحقيق توازن تجاري، لكن ربما بأساليب أكثر دبلوماسية. 

تم نسخ الرابط