عاجل

اليابان تهدي العالم الحل لانقاذ المحيطات من مخلفات البلاستيك | تفاصيل

التلوث البلاستيكي
التلوث البلاستيكي

في إنجاز علمي قد يشكل نقطة تحول في الحرب العالمية ضد التلوث البلاستيكي، تمكن فريق بحثي ياباني من تطوير نوع جديد من البلاستيك القادر على التحلل في مياه البحر خلال ساعات قليلة، ما يفتح آفاقًا غير مسبوقة لإنقاذ المحيطات من أزمة النفايات البلاستيكية المتفاقمة. 

الاختراع الذي قد ينقذ المحيطات 

كشف باحثون عن ابتكارهم الجديد الذي يعتمد على تركيب جزيئي ثوري، حيث يتميز هذا البلاستيك بوجود روابط ملحية تتفاعل مع مياه البحر، مما يؤدي إلى تحلله بالكامل إلى مكوناته الأصلية القابلة للتحلل البيولوجي في فترة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط. 

وأظهرت التجارب المخبرية أن قطعة بلاستيكية بحجم 5 سنتيمترات تختفي تمامًا في التربة خلال حوالي 200 ساعة، وهو ما يجعله مناسبًا بشكل خاص لصناعة التغليف التي تشكل أحد أكبر مصادر التلوث البلاستيكي في العالم. 

مواصفات فريدة توازن بين المتانة والاستدامة 

على عكس البلاستيك التقليدي الذي يستغرق قرونًا ليتحلل، يتميز هذا النوع الجديد   بالتحلل السريع في البيئات المائية دون ترك أي آثار ضارة   ، والحفاظ على خصائص الشفافية والمتانة المطلوبة للاستخدامات اليومية  ، بالاضافة الي التكامل مع الطبيعة بدلاً من الإضرار بالتوازن البيئي .

توقيت حاسم وسط تحذيرات أممية 

يأتي هذا الابتكار في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن التلوث البلاستيكي قد يتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2040، حيث يلقى ما يقدر بنحو 11 مليون طن من البلاستيك في المحيطات سنويًا، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. 

رغم التفاؤل الكبير الذي أثاره هذا الاختراع، إلا أن الخبراء يشيرون إلى عدد من التحديات التي تحتاج إلى معالجة قبل الانتقال إلى مرحلة الإنتاج الضخم، بما في ذلك  تكلفة الإنتاج مقارنة بالبلاستيك التقليدي  و تحسين خصائص التحمل لبعض الاستخدامات الخاصة  ، و تطوير أنظمة جمع وتدوير متوافقة مع هذا النوع الجديد .

و وصفت الدكتورة ماريا إيفانز، الخبيرة في شؤون البيئة بجامعة كامبريدج، هذا الابتكار بأنه "نقطة مضيئة في معركة البشرية ضد التلوث البلاستيكي"، بينما حذر البروفيسور أحمد الزيات من جامعة القاهرة من "الحاجة لضمان عدم وجود آثار جانبية للتحلل السريع على النظم البيئية البحرية". 

و من المقرر أن يبدأ الفريق البحثي الياباني مرحلة التعاون مع شركات صناعية كبرى لاختبار الجدوى الاقتصادية لهذا الابتكار، مع توقعات بأن يصل إلى الأسواق خلال السنوات الثلاث المقبلة إذا سارت جميع الخطط كما هو متوقع. 

يُمثل هذا الابتكار الجديد أملاً كبيرًا للبشرية في التغلب على واحدة من أكبر الأزمات البيئية في عصرنا، لكن نجاحه النهائي سيعتمد على مدى القدرة على جعله حلًا عمليًا ومتاحًا على نطاق عالمي واسع. 

تم نسخ الرابط