باحث سياسي: لبنان ظلت لعقود ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية| فيديو

تناول الكاتب الصحفي والسياسي الدكتور بشير عبد الفتاح طبيعة العلاقات اللبنانية-السورية المعقدة وتداعياتها على الاستقرار في لبنان، مشيرًا إلى أن البلاد ظلت لعقود"ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية"، ما أثر على ديمقراطيتها الناشئة واقتصادها وسيادتها.
لبنان كُورقة في الصراع الإقليمي
وأكد عبد الفتاح في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية "أن العلاقات بين البلدين شائكة للغاية بسبب التربة المشتركة والتاريخ المتشابك، لكنه أشار إلى أن لبنان تحوّل إلى ورقة ضغط في الملف السوري، خاصة مع الوجود العسكري السوري السابق في لبنان والتدخل في قراراته الداخلية، ما خلق انقسامًا لبنانيًا حادًا.
وقال لبنان دفع ثمنًا باهظًا من دم أبنائه واقتصاده واستقراره السياسي، بل ومن تجربته الديمقراطية التي كانت جنينية ناجحة مقارنة بدول عربية أخرى، لكن التدخلات الخارجية مزقت هذا النموذج.
من الاغتيالات إلى حروب الوكالة
وتوقف عند محطات مفصلية أثرت في العلاقة بين البلدين، مثل اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، والاتهامات الموجهة لدمشق، والتي نفتها مرارًا، كما تناول دور لبنان في الصراع العربي-الإسرائيلي
وتابع عانى لبنان من حروب بالوكالة، وتحوّل إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية، خاصة مع صعود دور حزب الله العسكري والسياسي وامتلاكه للسلاح خارج إطار الدولة.
وأضاف أن تحول الحزب إلى "قوة برلمانية ذات ثلث معطّل" زاد من تعقيد المشهد، معتبرًا أن اللبنانيين هم من تحملوا تبعات هذه المعادلات.
سقوط نظام الأسد يفتح صفحة جديدة
وأوضح عبد الفتاح أن التغيرات السياسية في سوريا بعد ديسمبر الماضي قد تشكل فرصةً لإعادة تعريف العلاقة مع لبنان مشيراً هناك رغبة عربية وأوروبية، خاصة من فرنسا، في طي صفحات الماضي وفتح حقبة تقوم على سيادة الدول ومنع التدخلات الخارجية.
ولفت إلى أن لبنان قد يستفيد من الاكتشافات الغازية في المتوسط بشراكة مع شركات مثل "توتال"، لكنه حذّر من اختزال الاهتمام الفرنسي بالمصالح الاقتصادية فقط.
وتابع فرنسا تدرك أن أمنها يبدأ من جنوب المتوسط، وأن استقرار لبنان وسوريا ينعكس إيجابًا على أوروبا في ملفات مثل الهجرة غير النظامية والإرهاب.
واختتم الكاتب الصحفي والسياسي الدكتور بشير عبد الفتاح حديثه بالتشكيك في ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "الشرق الأوسط الجديد"، معتبرًا أن الدول العربية تسعى حاليًا لحقبة تقوم على السيادة.
وقال: لبنان كان الأكثر تأثرًا بالتدخلات الخارجية، والآن هناك مؤشرات على رغبة عربية في تجاوز حقبة الميليشيات والصراعات بالوكالة.