استهداف السفن في البحر الأحمر: تصعيد جديد من الحوثيين يستفز الولايات المتحدة
في ظل التصعيد الأخير للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، والذي تقوم به جماعة الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل أو المتعاونة معها، حذر الدكتور أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الأمنية الإقليمية والدولية، من أن هذه التحركات تشكل تهديدًا صريحًا لأمن الملاحة البحرية في المنطقة. وأضاف أن ذلك سيؤدي إلى استفزاز القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولة عن تأمين الممرات البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية.
تفاصيل التصعيد العسكري في البحر الأحمر
وفي مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أوضح الدكتور الشحات أن استهداف السفن في البحر الأحمر هو جزء من استراتيجية الحوثيين للضغط في ملف غزة، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، ويساهم في رفع احتمالية التصعيد العسكري في المنطقة. كما أشار إلى أن الردود من جانب الولايات المتحدة وأوروبا قد لا تكون في شكل مواجهة مباشرة في البداية، ولكن من المتوقع أن تشمل تحذيرات مكثفة أو وساطات من دول مثل عمان لاحتواء الأزمة.
تأثير الأوضاع في غزة على التصعيد الإقليمي
وحذر الخبير السياسي من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى ضربات عسكرية غربية ضد مواقع الحوثيين، كما حدث في أوقات سابقة، مما قد يؤدي إلى موجة جديدة من التوترات الإقليمية. وأضاف أن التصعيد في البحر الأحمر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوضع في غزة، مؤكدًا أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيساهم في تهدئة الأوضاع في البحر الأحمر واستقرار الممرات البحرية، مشيرًا إلى أن الحل السياسي في فلسطين سيكون له تأثير إيجابي على الأمن الإقليمي بشكل عام.
حضور القوات متعددة الجنسيات في المنطقة
وأكد الدكتور الشحات أن المنطقة تشهد تواجدًا عسكريًا مكثفًا لقوات متعددة الجنسيات، بما في ذلك قوات "تحالف التصدي للحوثيين" (CTF-153) وقوات الناتو، بهدف ضمان أمن السفن التجارية في البحر الأحمر وحمايتها من الهجمات الحوثية.
دعوة للتهدئة وضبط النفس
واختتم الدكتور أحمد الشحات حديثه مشددًا على أن التهدئة في غزة تعد المفتاح الرئيسي لخفض التصعيد الإقليمي. ودعا جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس والعمل على تجنب السيناريو الأسوأ الذي قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة.
هجمات بحرية مميتة
في سياق سابق، وعقب أشهر من الهدوء النسبي، عاد جماعة الحوثيون إلى تنفيذ هجمات بحرية مميتة في البحر الأحمر، حيث استهدفوا خلال الأيام الماضية سفينتين تجاريتين، ما أسفر عن غرق إحداهما ومقتل عدد من أفراد طاقم الأخرى.
تصعيد جديد يهدد بإشعال الصراع مجددًا
الهجوم الأول استهدف سفينة الشحن “Magic Seas”، التي ترفع العلم الليبيري وتملكها شركة يونانية.
وقد أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) بأن الزوارق الصغيرة أطلقت النار على السفينة باستخدام أسلحة خفيفة وقذائف "آر بي جي"، فيما أكد متحدث باسم الحوثيين لاحقًا أن الهجوم نُفذ باستخدام صواريخ ومسيرات، وأدى إلى إصابة مباشرة وغرق السفينة.
الهجوم الثاني
أما الهجوم الثاني، استهدف سفينة الشحن "Eternity C"، التي ترفع هي الأخرى العلم الليبيري وتديرها شركة يونانية.
السفينة "Eternity C"، التي كانت تحمل شحنة تجارية في طريقها عبر البحر الأحمر، تُعد أحدث ضحية في سلسلة من الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن المرتبطة بحسب مزاعمها بإسرائيل أو الداعمة لها.
