حكم الجماع بين المفطر لعذر السفر وزوجته الحائض في نهار رمضان.. أزهري يجيب

حكم الجماع في نهار رمضان سؤال ورد إلى «نيوز رووم» ونورد جوابه حيث السؤال يقول: طهرت من الحيض في نهار رمضان ورجع زوجي من السفر في هذا اليوم وكان مفطرًا، فحدث بيننا الجماع لأننا لم نكن صائمين فهل علينا كفارة؟
حكم الجماع بين المفطر لعذر في نهار رمضان
يقول الشيخ محمد نصر الواعظ بالأزهر الشريف، إن جمهور الفقهاء على أن من أفطر في رمضان لرخصة السفر، له أن يفطر بقية يومه وإن دخل الحضر وكذا المرأة التي طهرت من حيضها في أثناء النهار لها أن تفطر بقية يومها، ثم نصوا على أنه في هذه الحالة يجوز للزوج أن يجامع هذه الزوجة لأنه إذا جاز لهما الفطر جاز لهما الجماع.
وأصل ذلك كما ذكر الباجي في المنتقى شرح الموطأ: "أن من أفطر لعلة تبيح الفطر مع العلم بأن ذلك اليوم من رمضان فإنه يستديم الفطر بقية يومه وإن زالت العلة مثل الحائض تطهر والمريض يشفى والمسافر يقيم" انتهى.
وقال الإمام أبو حنيفة ومن وافقه: "متى زالت علة الفطر وجب الإمساك في بقية اليوم."
والمختار للفتوى هو قول جمهور الفقهاء، وعلى هذا لو قدم المسافر إلى بلده مترخصا بالفطر في نهار رمضان ووجد زوجته قد طهرت أثناء ذلك اليوم من الحيض جاز له أن يجامعها ولا يطالبان إلا بقضاء اليوم فقط دون الكفارة.
حكم اعتكاف المرأة في رمضان
اعتكاف المرأة في رمضان جائز شرعًا، وهو عبادة عظيمة تتقرّب بها إلى الله، تمامًا كما هو الحال مع الرجال. لكن هناك بعض الشروط والضوابط التي ينبغي مراعاتها:
1. الإذن من الزوج (إن كانت متزوجة): يجب على المرأة المتزوجة أن تستأذن زوجها في الاعتكاف، لأنه من حقه الاستمتاع بها، فإذا أذن لها فلا حرج.
2. الاعتكاف في المسجد: جمهور العلماء يرون أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد، لقول الله تعالى: “وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” (البقرة: 187). وعلى المرأة أن تختار مسجدًا آمنًا فيه مكان مخصص للنساء، يحقق لها الراحة والخصوصية.
3. عدم الإضرار بالنفس أو إهمال الواجبات: إذا كان الاعتكاف يؤدي إلى التقصير في حقوق الأسرة أو يتسبب في مشقة بالغة، فيُستحب التوازن بين العبادة والواجبات.
4. الالتزام بالضوابط الشرعية: كالحفاظ على الحجاب، وتجنب الاختلاط غير المشروع، والالتزام بالآداب الإسلامية في الكلام والسلوك.
إذا توافرت هذه الشروط، يكون اعتكاف المرأة في رمضان عبادة مستحبة تُثاب عليها بإذن الله، خاصة في العشر الأواخر طلبًا لليلة القدر.
آداب وسنن الاعتكاف:
1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يُخلص المعتكف نيته لله، فيكون هدفه من الاعتكاف طلب رضا الله، والتقرب إليه، بعيدًا عن الرياء أو طلب المدح.
2. الالتزام بالطاعات: يُستحب الإكثار من الصلاة، وتلاوة القرآن، والذكر، والدعاء، مع الحرص على أداء العبادات في أوقاتها بخشوع وطمأنينة.
3. تجنب اللغو والجدال: يُفضل أن يبتعد المعتكف عن الكلام غير النافع، والنقاشات الحادة، حفاظًا على صفاء روحه، وكي لا تضيع أوقات الاعتكاف في ما لا يفيد.
4. التواضع وحُسن الخُلق: من الآداب المهمة أن يُعامل المعتكف إخوانه المعتكفين بلطف وأدب، وأن يُراعي مشاعرهم، فلا يُزعجهم بصوت مرتفع أو تصرفات تُعكّر صفو العبادة.
5. الاعتناء بالنظافة الشخصية ونظافة المسجد: يُستحب أن يحافظ المعتكف على نظافته الشخصية، وأن يُشارك في الحفاظ على نظافة المكان، لأن المسجد بيت الله، وينبغي أن يُصان من الأذى.
6. الاقتصاد في الطعام والشراب: يُستحب الاعتدال في تناول الطعام والشراب، بحيث لا يُثقل الجسد بما يُعيق عن العبادة، فيكون الأكل وسيلة للتقوي على الطاعة، لا للانشغال بها.
7. عدم الخروج من المسجد إلا لحاجة: من آداب الاعتكاف أن يلتزم المعتكف بالبقاء في المسجد، وألا يخرج إلا للضرورة (مثل قضاء الحاجة أو إحضار طعام)، مع الإسراع في العودة لاغتنام الوقت في الطاعات.