عاجل

هل القبلة بين الأزواج فى نهار رمضان تبطل الصيام ؟ .. أمين الفتوى يُوضح

 الشيخ عويضة عثمان
الشيخ عويضة عثمان

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حدود العلاقة بين الزوجين أثناء الصيام، موضحًا أن البعض قد يفرط فيها والبعض الآخر قد يتحفظ بشكل مبالغ فيه.  

هل القبلة بين الأزواج تفطر؟

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن النبي ﷺ كان قدوةً للمسلمين في كل شيء، وقد روت السيدة عائشة – رضي الله عنها – أنه كان يقبل وهو صائم، لكنه كان أملك الناس لإربه، أي كان قادرًا على ضبط نفسه، مشيرا إلى أن بعض الأفعال، مثل التوديع بقبلة مجاملة أو كلمة طيبة، لا تفسد الصيام إذا لم تكن بقصد الشهوة.  

وأضاف الشيخ أن الحكم يختلف حسب حال الشخص، فقد ورد أن النبي ﷺ أجاب رجلًا شيخًا كبيرًا بأنه يجوز له التقبيل أثناء الصيام، بينما منع شابًا آخر، مراعاةً لحال كل منهما، مشددا على ضرورة احترام حرمة الشهر الفضيل، وعدم الوقوع في المحظور، مبينًا أن من أفسد صيامه عمدًا بارتكاب الجماع في نهار رمضان فعليه كفارة مغلظة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام 60 مسكينًا.  

هل عملية المنظار تفسد الصيام؟

ما حكم عمل منظار المعدة في نهار رمضان، وهل عملية المنظار تفسد الصيام؟ سؤال نجيب عنه من خلال فتاوى نيوز رووم في رمضان، وعلماء الأزهر الشريف.

يقول الشيخ محمد نصر من وعاظ الأزهر الشريف، في جواب سائل يقول: ما حكم عمل منظار المعدة في نهار رمضان؟، إن مِنظارُ المعدةِ وهو إدخالُ الجهازِ الطبي من الفم إلى المعدة، وقد اخْتَلَفَ الفُقَهَاءُ في حُكْمِ إفطار الصائمِ بهِ على قَوْلَيْنِ:

القَوْلُ الأوَّلُ: يَرَى أنَّ إدْخَالَ المِنْظَارِ إلى المَعِدَةِ يُفَطِّرُ الصَّائِمَ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ وَالمُخْتَارُ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ، فَنَصَّ المَالِكِيَّةُ في المُخْتَارِ عِنْدَهُمْ (أنَّ الجَامِدَ كَالدِّرْهَمِ وَالحَصَاةِ إِذَا وَصَلَ إلى المَعِدَةِ يُفَطِّرُ لِأَنَّهُ بِمَثَابَةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ). وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ: (لَوِ ابْتَلَعَ الصَّائِمُ طَرَفَ خَيْطٍ وَطَرَفُهُ الآخَرُ بَارِزٌ أَفْطَرَ بِوُصُولِ الطَّرَفِ الوَاصِلِ)، وَقَالَ الحَنَابِلَةُ: (مَنْ ابْتَلَعَ خَيْطًا كُلَّهُ أَوْ بَعْضَهُ أَفْطَرَ، وَالمِنْظَارُ بِمَنْزِلَةِ الخَيْطِ، سَوَاءً دَخَلَ مُجَرَّدًا أَوْ مَصْحُوبًا بِمَادَّةٍ دُهْنِيَّةٍ أَوْ دَوَائِيَّةٍ.

وَأَشْهَرُ مَنْ أَفْتَى بِذَلِكَ مِنَ المُعَاصِرِينَ الأُسْتَاذُ الدُّكْتُورُ وَهْبَةُ مُصْطَفَى الزُّحَيْلِي الفقيهُ الأصوليُّ المعروف.

عملية المنظار لا تفسد الصيام

أما القَوْلُ الثَّانِي: يَرَى أنَّ إدْخَالَ المِنْظَارِ إلى المَعِدَةِ لَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ، وَهُوَ قَوْلُ الحَنَفِيَّةِ وَقَوْلٌ لِبَعْضِ المَالِكِيَّةِ وَاخْتِيَارُ ابْنِ تَيْمِيَّةَ. وَاخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ قَوْلِهِمْ بِعَدَمِ الْفِطِرِ، 

فَقَالَ الحَنَفِيَّةُ بِعَدَمِ الفِطْرِ بِهِ (لِأَنَّ اسْتِقْرَارَ الدَّاخِلِ في الجَوْفِ شَرْطٌ لِفَسَادِ الصَّوْمِ)، وَالمَنْظَارُ لَا يَسْتَقِرُّ في الجَوْفِ، لِذَلِكَ قَالُوا: (لَوِ ابْتَلَعَ لَحْمًا مَرْبُوطًا على خَيْطٍ ثُمَّ انْتَزَعَهُ مِنْ سَاعَتِهِ لَا يُفْسِدُ صَوْمَهُ، وَإِنْ تَرَكَهُ فَسَدَ). 

أَمَّا سَبَبُ عَدَمِ الفِطْر ِبِهِ عِنْدَ بَعْضِ المَالِكِيَّةِ وَابْنِ تَيْمِيَّةَ (َكَوْنُ الدَّاخِلِ مِمَّا لَا يَنْتَفِعُ بِهِ البَدَنُ، فَلَيْسَ بِغِذَاءٍ).

وَمِنْ أَشْهَرِ مَنْ أَفْتَى بِعَدَمِ الإِفْطَارِ مِنْ إدْخَالِ مِنْظَارِ المَعِدَةِ مِنَ المُعَاصِرِينَ إِذَا دَخَلَ مُجَرَّدًا مِنَ المَوَادِّ الدُّهْنِيَّةِ أَوِ الدَّوَائِيَّةِ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ مُحَمَّد بِخِيتٍ المُطِيعِي مفتي الديارِ المصريةِ في عصره.

وشدد على أن المُخْتَارُ لِلْفَتْوَى أَنَّ مِنْظَارَ المَعِدَةِ لَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ، وَذَلِكَ بِشَرْطِ عَدَمِ وَضْعِ مَادَّةٍ دُهْنِيَّةٍ أَوْ دَوَائِيَّةٍ لِتَسْهِيلِ دُخُولِ المِنْظَارِ، أَوْ عَدَمِ قِيَامِ الطَّبِيبِ بِبَثِّ الصَّبْغَاتِ الخَاصَّةِ بِالأَشِعَّةِ أَوِ المَحَالِيلِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَإِنْ وُجِدَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَسَدَ الصَّوْمُ وَوَجَبَ قَضَاءُ ذَلِكَ اليَوْمِ. وَبِذَلِكَ قَدْ أَقَرَّ المُجْمَعُ الفِقْهِيُّ التَّابِعُ لِمُنَظَّمَةِ المُؤْتَمَرِ الإِسْلَامِيِّ في دَوْرَتِهِ العَاشِرَةِ، فَقَدْ نَصَّ: "أَنَّ مَنْظَارَ المَعِدَةِ إِذَا لَمْ يُصَاحِبْهُ إدْخَالُ سَوَائِلَ أَي مَحَالِيلَ أَوْ مَوَادَّ أُخْرَى لَا يُفَطِّرُ". انتهى والأحوطُ قضاءُ ذلك اليومِ.

تم نسخ الرابط