سعيد عكاشة: هدنة غزة تقترب لكن إنهاء الحرب مختلف تمامًا

في تطور لافت على صعيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، أكد الدكتور سعيد عكاشة، خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأمل في التوصل إلى هدنة بات كبيرًا، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قرب توقيع اتفاق للتهدئة لم تكن لتُطلق لولا وجود موافقة فعلية من طرفي الصراع على الخطوط العريضة للاتفاق.
ملامح اتفاق الهدنة تتبلور
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي" المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح عكاشة أن "ملامح الاتفاق تبدو محسومة إلى حد كبير"، لكنه استدرك بالقول إن الحديث عن إنهاء نهائي للحرب لا يزال مبكرًا، في ظل تمسك إسرائيل بخيار العمليات العسكرية المفتوحة، والاكتفاء حاليًا بوقف مؤقت لإطلاق النار.
وكشف عكاشة أن الاتفاق المطروح يتضمن هدنة مدتها 60 يومًا، تُنفذ خلالها البنود على أربع مراحل، تشمل كل مرحلة تبادل أسرى وتسليم جثامين. وأشار إلى أن "هذا النمط المرحلي هو ما تراهن عليه الوساطة الدولية لضمان استمرارية التهدئة لفترة طويلة نسبيًا، مع الإبقاء على آلية مراقبة التنفيذ خطوة بخطوة".
انهيار المنظومة الصحية في غزة
وفي سياق موازٍ، حذّر الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من الانهيار الكامل للمنظومة الصحية في القطاع المحاصر، مؤكدًا أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ شهور طويلة، أدى إلى شلل شبه تام في الخدمات الطبية، وسط تدهور حاد في البنية التحتية واستمرار منع دخول الإمدادات الحيوية.
وخلال مداخلة عبر الإنترنت مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار زقوت إلى أن الوقود بات على وشك النفاد في غالبية المستشفيات، التي تعتمد على نظام "التقطير" في التشغيل، ما يعني استخدام كميات محدودة من الوقود لإبقاء أقسام الطوارئ والعناية المركزة قيد العمل لبضع ساعات يوميًا فقط. وأضاف: "الحلول المؤقتة التي يتم اللجوء إليها لا تصمد أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام، قبل أن تعود الأزمة إلى نقطة الصفر".
انقطاع الكهرباء يهدد حياة المرضى
وأكد زقوت أن انقطاع التيار الكهربائي يفاقم من تدهور الأوضاع الصحية، مشيرًا إلى أن تشغيل أي منشأة طبية بات مرهونًا بوصول كميات كافية من الوقود عبر المؤسسات الدولية، لا سيما منظمة الصحة العالمية. غير أن السلطات الإسرائيلية – بحسب قوله – بدأت منذ استئناف العدوان في 18 مارس 2025، برفض جميع الطلبات الخاصة بإدخال الوقود والمستلزمات الطبية.
دعوات لتحرك دولي عاجل
وتتزامن هذه التطورات مع دعوات دولية متزايدة لتكثيف جهود الوساطة وتوفير ممرات إنسانية عاجلة، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والصحية في القطاع، وبلوغ مستوى الأزمة ذروته في كثير من المناطق، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا علاج.
وفي الوقت الذي تبذل فيه القاهرة والدوحة وواشنطن جهودًا مكثفة لتثبيت الهدنة المرتقبة، يترقب الفلسطينيون بقلق بالغ ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وسط أمل ضعيف في أن تعيد هذه الهدنة المؤقتة شيئًا من الحياة إلى غزة الجريحة.