عاجل

الجنة والنار في عقيدة السوشيال.. علماء يحذرون من الحديث عن مصير أحمد عامر

أحمد عامر
أحمد عامر

يظل الجدال حوال مصير الإنسان بمجرد انتقاله إلى دار الحق من سمات مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث يتبادر إلى الأذهان القول بدخول الجنة أو العذاب بالنار يوم القيامة وفق الأهواء الشخصية اتساقًا وارتباطًا بأقوال ووظائف وقناعات الراحلين، وآخرها الجدل حول مصير المطرب أحمد عامر.

«والله لا يغفر الله لفلان».. كيف فندت الإفتاء مزاعم دخول الجنة والنار؟

دار الإفتاء بدورها أوضحت ردًا على من يزعم بأن الله سيغفر لهذا ولن يغفر لهذا أو يدخل هذا الجنة وهذا النار. وقالت «الإفتاء» عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك:"عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك” رواه مسلم.

وبينت أن معني يتألّى علي الله أن فلاناً يجزم أن الله سيفعل كذا وكذا مما لا يحيط العبد بعلمه ، كأن يقول: سيغفر الله لفلان ولن يغفر لفلان.

التنمر من الميت .. روشتة لعلاج آفة السوشيال ميديا

فيما قال الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الضلع الثاني في مثلث التنمر هو "المتنمر عليه"، وهو الضحية الحقيقية، وقد يتعرض للإساءة دون ذنب اقترفه، مستشهدًا بما يحدث مؤخرًا من تنمر على فنانين توفاهم الله، قائلاً: "لسه النهارده بنعيش قصة مطرب توفي وهو رايح شغله، وبدأ البعض يتنمر عليه بعد وفاته، يتكلموا عن الجنة والنار، ويحكموا على مصيره، ويطالبوا بحذف أغانيه. الأمر بقى بين يدي الله".

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "ده بيحصل كمان مع المنتحر.. اللي انتحر خلاص، احنا مش عايزين نحاكمه، احنا عايزين نبحث عن العلاج، عن الحلول، مش عن إدانة الناس بعد رحيلهم".

وأشار إلى أن المتفرج، وهو الضلع الثالث في مثلث التنمر، يتحمل مسؤولية كبيرة، مضيفًا: "وجود شخص واحد يدافع عن الضحية يوقف التنمر بنسبة 70%، لكن البعض بدل ما يتدخل، يضحك أو يصور بالموبايل، مع إن النبي ﷺ قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه".

وشدد على أن التنمر على المتوفى مؤلم مرتين: للمتوفى نفسه ولأهله، قائلاً: "خلونا نشغل نفسنا بالدعاء له، وبعمل صالح نهب ثوابه إليه، مش بالحكم عليه".

هل يعذب المطرب أحمد عامر في قبره؟

وفي رده على الجدل في عذاب المطرب أحمد عامر في قبره بسبب أغانيه يقول الدكتور مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم: «في كل مرة يرحل فيها فنان، تتجدد حالة الجدل بين من يترحم عليه، ومن يتعقب آثاره وأعماله، ومن يندفع بإصدار أحكام غيبية على مصيره في قبره وآخرته. وقد طغى هذا المشهد مؤخرًا في الحديث عن المطرب الشعبي الراحل أحمد عامر. 

وتابع في تصريحات لـ «نيوز رووم»: بين نبرة الحزن على الوفاة، وحدّة الحملة التي دعت لحذف أغانيه من على هواتف الناس بدعوى أنها ستكون سببًا في عذابه، ضاعت ملامح الاعتدال، وغابت لغة العلم والرحمة معًا. وإزاء هذا، لا بد من بيانٍ متزن يُنصف الشرع، ويُراعي حرمة الميت، ويوجه الناس إلى الحق دون قسوة أو تهويل.

وأوضح أن كل عملٍ فني، كغيره من الأعمال البشرية، يخضع في تقييمه للضوابط الشرعية، فيُقبل منه ما وافق الشرع، ويُردّ ما خالفه، ولا يُنظر إليه من باب الهوى أو الذوق المجرد. والغناء في أصله ليس حرامًا، بل هو مباح بضوابطه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع، ما لم يشتمل على مخالفة شرعية كالكلمات الفاحشة، أو إفساد الأخلاق، أو المجاهرة بالمنكر.

وأكد: «إطلاق الأحكام الجزافية، أو الدعوة إلى حذف كل ما قدّمه إنسان دون تمييز أو تحليل، فهذا من الشطط، وفيه خلل في الفهم، وتعدٍّ على حق الميت في أن يُذكر بخير، أو يُسكت عنه على الأقل، إلا إذا أوصي الميت بذلك وكان ذلك متاحا».

وقد أفضى صاحب العمل إلى ما قدّم، وأمره إلى الله، لا إلى العباد. والواجب الآن أن ندعو له بالرحمة والمغفرة، لا أن نزيد الحمل عليه بكلام لا نعلمه، ولا أن نتكلم في مصيره بغير علم. فإن كان في أعماله ما لا يُرضي الله، فنسأل الله أن يتجاوز عنه، وإن كان فيها خير، فنسأل الله أن يثبّته به.

وشدد: من جهة الشرع، فالأصل أن المسلم يتحرّى ما يسمعه، فيُعرض عن كل ما فيه مخالفة لأوامر الله، أو يُخشى أن يُفسد القلب، أو يُهيّج الغرائز، أو يُلهي عن ذكر الله. ومن وجد في أي عمل فني ما لا يطمئن إليه شرعًا أو ضميرًا، فالأولى به أن يُعرض عنه، طاعةً لله، وحرصًا على السلامة. قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)

واستطرد: لكن في المقابل، إذا كان العمل الفني خاليًا من أي كلمة أو فعل يغضب الله، فهو من المباحات، ولا يصح أن نُنصّب أنفسنا قضاةً على القبور، نحكم على الميت بالعذاب أو الهلاك، خاصةً إذا لم نعلم حاله عند ربه، ولا خاتمته، ولا ما كان بينه وبين الله. فالميت قد أفضى إلى ما قدّم، وقد غُلق ديوان العمل، وبقي ديوان الرحمة مفتوحًا بالدعاء والاستغفار.

واستشهد بموقف الإمام أحمد بن حنبل حين سُئل عن رجل وقع في بدعة ثم مات، فقال: “نُكفّ عما كان منه، ونسأل الله له المغفرة.” وهذا هو جوهر المنهج النبوي: التحذير من الخطأ، دون التشفي بصاحبه، والنصيحة برحمة، والدعاء بلا خصومة.

واختتم: «لا تكن عونًا على ميتٍ غاب عن الدنيا، ولا تابعًا لكل صوت يُثير الناس بلا علم، بل كن هادئًا في إنكارك، رحيمًا في نقدك، مخلصًا في دعائك، فلعلّ رحمةً منك في ظهر الغيب، تكون سببًا في مغفرةٍ لميت، وطمأنينةٍ لقلبك».

اجتهدوا لتدخلوا الجنة أنتم

تقول الواعظة بالأوقاف منال المسلاوي، إن ما بعد الموت على الله عزوجل إن شاء غفر وإن شاء عذب، مشددة أنه ينبغي على الإنسان ألا يسبق الأمور والحكم على الراحلين، قائلة: «بلاش نسبق الأحداث ونجيب النتيجة من الكنترول ونقول مين هيدخل الجنة ومين هيدخل النار خليك فى ورقتك واجتهد علشان تجيب مجموع يدخلك الجنة».

تم نسخ الرابط