عاجل

حملات لحذف أغانيه

بعد وفاة أحمد عامر| هل يعذب المطرب بسماع أغانيه بعد دفنه؟.. مظهر شاهين يوضح

 وفاة المطرب أحمد
وفاة المطرب أحمد عامر

حالة من الجدل رافقت وفاة المطرب أحمد عامر، حيث كثرت المطالبات بحذف أغانيه باعتبارها من السيئات التي يعذب بها في قبره، فهل يعذب المغني أو الممثل في قبره بسبب أعماله؟

هل يعذب المطرب بسماع أغانيه بعد دفنه؟

يقول الدكتور مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، بمناسبة اللغط الدائر بعد وفاة أحد المطربين: «في كل مرة يرحل فيها فنان، تتجدد حالة الجدل بين من يترحم عليه، ومن يتعقب آثاره وأعماله، ومن يندفع بإصدار أحكام غيبية على مصيره في قبره وآخرته. وقد طغى هذا المشهد مؤخرًا في الحديث عن المطرب الشعبي الراحل أحمد عامر. 

وتابع في تصريحات لـ «نيوز رووم»: بين نبرة الحزن على الوفاة، وحدّة الحملة التي دعت لحذف أغانيه من على هواتف الناس بدعوى أنها ستكون سببًا في عذابه، ضاعت ملامح الاعتدال، وغابت لغة العلم والرحمة معًا. وإزاء هذا، لا بد من بيانٍ متزن يُنصف الشرع، ويُراعي حرمة الميت، ويوجه الناس إلى الحق دون قسوة أو تهويل.

وأوضح أن كل عملٍ فني، كغيره من الأعمال البشرية، يخضع في تقييمه للضوابط الشرعية، فيُقبل منه ما وافق الشرع، ويُردّ ما خالفه، ولا يُنظر إليه من باب الهوى أو الذوق المجرد. والغناء في أصله ليس حرامًا، بل هو مباح بضوابطه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع، ما لم يشتمل على مخالفة شرعية كالكلمات الفاحشة، أو إفساد الأخلاق، أو المجاهرة بالمنكر.

وأكد: «إطلاق الأحكام الجزافية، أو الدعوة إلى حذف كل ما قدّمه إنسان دون تمييز أو تحليل، فهذا من الشطط، وفيه خلل في الفهم، وتعدٍّ على حق الميت في أن يُذكر بخير، أو يُسكت عنه على الأقل، إلا إذا أوصي الميت بذلك وكان ذلك متاحا».

وقد أفضى صاحب العمل إلى ما قدّم، وأمره إلى الله، لا إلى العباد. والواجب الآن أن ندعو له بالرحمة والمغفرة، لا أن نزيد الحمل عليه بكلام لا نعلمه، ولا أن نتكلم في مصيره بغير علم. فإن كان في أعماله ما لا يُرضي الله، فنسأل الله أن يتجاوز عنه، وإن كان فيها خير، فنسأل الله أن يثبّته به.

الحكم على العمل الفني

وشدد: من جهة الشرع، فالأصل أن المسلم يتحرّى ما يسمعه، فيُعرض عن كل ما فيه مخالفة لأوامر الله، أو يُخشى أن يُفسد القلب، أو يُهيّج الغرائز، أو يُلهي عن ذكر الله. ومن وجد في أي عمل فني ما لا يطمئن إليه شرعًا أو ضميرًا، فالأولى به أن يُعرض عنه، طاعةً لله، وحرصًا على السلامة. قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)

واستطرد: لكن في المقابل، إذا كان العمل الفني خاليًا من أي كلمة أو فعل يغضب الله، فهو من المباحات، ولا يصح أن نُنصّب أنفسنا قضاةً على القبور، نحكم على الميت بالعذاب أو الهلاك، خاصةً إذا لم نعلم حاله عند ربه، ولا خاتمته، ولا ما كان بينه وبين الله. فالميت قد أفضى إلى ما قدّم، وقد غُلق ديوان العمل، وبقي ديوان الرحمة مفتوحًا بالدعاء والاستغفار.

واستشهد بموقف الإمام أحمد بن حنبل حين سُئل عن رجل وقع في بدعة ثم مات، فقال: “نُكفّ عما كان منه، ونسأل الله له المغفرة.” وهذا هو جوهر المنهج النبوي: التحذير من الخطأ، دون التشفي بصاحبه، والنصيحة برحمة، والدعاء بلا خصومة.

واختتم: «لا تكن عونًا على ميتٍ غاب عن الدنيا، ولا تابعًا لكل صوت يُثير الناس بلا علم، بل كن هادئًا في إنكارك، رحيمًا في نقدك، مخلصًا في دعائك، فلعلّ رحمةً منك في ظهر الغيب، تكون سببًا في مغفرةٍ لميت، وطمأنينةٍ لقلبك.

حكم سماع الموسيقى والأغاني

تقول دار الإفتاء إن الأغاني والموسيقى منها ما هو مباحٌ سماعُه ومنها ما هو محرمٌ؛ وذلك لأن الغناء كلامٌ حَسَنُه حَسَنٌ وقبيحُه قبيحٌ.

فالموسيقى والغناء المباح: ما كان دينيًّا أو وطنيًّا أو كان إظهارًا للسرورِ والفرحِ في الأعيادِ والمناسبات، مع مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساءِ، وأن تكون الأغاني خاليةً من الفُحش والفجور وألا تشمل على محرمٍ كالخمرِ والخلاعةِ، وألا يكون مُحرِّكًا للغرائز أو مثيرًا للشهوات، وأن تكون المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفةً وشريفةً.

أما الموسيقى والأغاني المحرمة: فهي التي تُلهي عن ذكر الله تعالى وتتضمن أشياء منكرةً ومحظورةً؛ مثل أن تكون باعثةً على تحريكِ الغرائزِ والشهواتِ ويختلط فيها الرجال بالنساء أو يكون صوت المغني فيه تخنُّثٌ وتَكَسُّرٌ وإثارةٌ للفتن وتسعى إلى تدمير الحياء والأخلاق.

تم نسخ الرابط