قانون الغاب في شوارع تل أبيب.. تعذيب وإهانة بحق معارضي نتنياهو

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير موسّع، عن ممارسات قمعية وصفتها بـ"الممنهجة" تتعرض لها فئات واسعة من المتظاهرين الإسرائيليين المناهضين لحكومة بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى ظهور مجموعات شبه رسمية تتبع أسلوب "المطاردة والإذلال" أشبه بما تمارسه قوات "الباسيج" الإيرانية.
اقتحام منازل المتظاهرين
ووثّق التقرير حالات اقتحام لمنازل متظاهرين من قِبل مجموعات تُلقّب شعبيًا بـ"باسيج نتنياهو"، تقوم بتفتيش جسدي "مهين" – يشمل التفتيش العاري – وتكبيل المحتجين علنًا أمام أعين المارة، في ما اعتبرته الصحيفة جزءًا من سياسة ترهيب منسقة.
وسرد التقرير حادثة لافتة جرت مع أم وطفلتها البالغة من العمر 14 عامًا خلال مشاركتهما في وقفة سلمية تطالب بإعادة الأطفال الرهائن، وانتهى الأمر بتوقيف الأم، وتجريدها من ملابسها خلال التحقيق، بعد اتهامها بـ"التحريض"، وفقًا لروايتها.
إسرائيل باتت تنزلق نحو نظام سلطوي
وما أثار الجدل، بحسب الصحيفة، أن منفّذي هذه الإجراءات لا يرتدون زيًا أمنيًا رسميًا، مما يطرح تساؤلات حول هويتهم القانونية. واعتبرت هآرتس أن هذه الممارسات تنطوي على "تخويف ممنهج" يستهدف إسكات الأصوات المعارضة، بالتوازي مع تحريض حكومي متزايد ضد الإعلام الحر.
وحذّرت الصحيفة من أن إسرائيل باتت تنزلق نحو نظام سلطوي، مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو "تتصرف وكأنها فوق القانون"، وأن "الصمت" بات السبيل الوحيد لتجنب الملاحقة، في ظل تقييد التظاهر وحرية التعبير.
ويأتي هذا التقرير في سياق تصاعد الغضب الشعبي داخل إسرائيل بسبب الحرب على غزة، ومحاولات الحكومة تمرير قوانين مثيرة للجدل تمسّ القضاء، ما فجر موجة احتجاجات واسعة تطالب بإسقاط الحكومة، وسط تحذيرات حقوقية من تفاقم الانتهاكات الأمنية.