عاجل

للعالم حسابات أخرى.. ارتفاع قياسي لمبيعات الأسلحة الإسرائيلية

نظام القبة الحديدية
نظام القبة الحديدية

على عكس المتوقع في ظل حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال في غزة، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن أن إسرائيل تتجه إلى تحقيق رقما قياسيا في صادرات الأسلحة إلى العالم، مضيفة أنه حتى الدول التي تدين الممارسات الإسرائيلية حريصة على شراء أنظمة أسلحتها التي أثبتت نفسها في ساحة المعركة. 

 

وتابعت "وول ستريت جورنال" عن أن صناعة الأسلحة الإسرائيلية فى طريقها لبيع المزيد من الأسلحة أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، فى أعقاب الطلب الهائل على أنظمة الدفاع الجوي التي استخدمتها إسرائيل في الحرب الطويلة في قطاع غزة ولبنان وفى مناطق أخرى من العالم .

 

وتأتي الزيادة في مبيعات الأسلحة من قبل شركات الدفاع الثلاث الرائدة في إسرائيل، والتي توجد في قائمة أكبر 10 مصدرين للأسلحة في العالم، على خلفية حظر الأسلحة الواسع النطاق الذي تعاني منه إسرائيل، حتى بين بعض حلفائها، وعلى الرغم من حقيقة أن إسرائيل لا تزال تفرض قيودا على صادراتها من الأسلحة، وأن العديد من الدول حول العالم أوقفت شراء الأسلحة الإسرائيلية بعد الحرب في قطاع غزة.

ارتفاع قياسي في صادرات الأسلحة الإسرائيلية 

 

وقالت الصحيفة إن ما وصفته بـ "النجاح المذهل" الذي حققته أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومنها "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" و"السهم"، وأيضاً "سترة الرياح" التي تحمي الدبابات ، على مدى أكثر من 15 شهراً من الحرب على جبهات متعددة، جلبت هذه الأنظمة العديد من المشترين حول العالم الذين شاهدوا كيفية عمل الأسلحة وأنظمة الدفاع في ساحة المعركة.

ووقعت وزارة الدفاع السلوفاكية الشهر الماضي صفقة بقيمة 560 مليون يورو (حوالي 579.1 مليون دولار) لشراء نظام الدفاع الجوي المتكامل من شركة صناعات أسلحة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وقالت سلوفاكيا إنه "من المهم للغاية أن تكون الدولة ذات خبرة في استخدام القدرات التي تقدمها لنا، ولا شك في الخبرة التي تتمتع بها إسرائيل في مجال الدفاع الجوي". 

 

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، شهدت الشركات الثلاث زيادة بنسبة تزيد عن 25% في إجمالي طلباتها - بما في ذلك الطلبات المستقبلية - وهو ما يترجم إلى مبلغ ضخم قدره 63 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024. وفي العام السابق، 2023، بلغ إجمالي الطلبات من شركات الدفاع ارتفعت بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق، وهو رقم كان رقمًا قياسيًا في ذلك العام.

 

وقال باحثون أمنيون لصحيفة وول ستريت جورنال إنه "في كثير من الحالات، لا تزال الدول الأوروبية التي قد تكون منتقدة لإسرائيل راغبة للغاية في شراء الأسلحة الإسرائيلية". إن التحدي الأكبر الذي يواجه صناعة الأسلحة الإسرائيلية هو مواكبة الطلب العالمي المتزايد، مع الاستمرار في توريد الأسلحة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يزال منخرطاً في الحرب فى العديد من الجهات.

 

وقال بوعاز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الدفاع الجوي الإسرائيلية، لصحيفة وول ستريت جورنال إن الشركة أطلقت حملة توظيف بعد اندلاع الحرب وأضافت وردية إضافية على خطوط الإنتاج، التي تعمل أحيانًا 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، لتلبية احتياجات العملاء. وقال ليفي " يتعين علينا أن نعمل أكثر مما نعمل. لأن الطلب يتزايد في إسرائيل وفي مختلف أنحاء العالم". 

 

 

كما أدى ارتفاع مبيعات شركات الأسلحة إلى زيادة رواتب موظفيها وجذب الكثير من العاملين في هذه المجالات وتتجه بعض شركات التصنيع المدنية أيضًا إلى مجال تكنولوجيا الدفاع اليوم، مثل الشركات التي كانت تنتج في السابق المعدات الطبية وتعمل حاليًا على إنتاج أجهزة الرادارات وغيرها.

 

وأوضح الصحيفة الأمريكية أن قرار بعض حلفاء إسرائيل بفرض حظر على الأسلحة عليها، في حين تقاتل إسرائيل على سبع جبهات هي إيران والعراق واليمن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وبالطبع قطاع غزة، وقد أدى ذلك إلى أن تقرر الحكومة التركيز على بناء قدرات الإنتاج الدفاعي المحلي لإسرائيل.

 

توصيات لجنة ناحل 

 

وفي يوم الاثنين الماضي، أوصت لجنة ناجل، التي عينتها الحكومة، بزيادة الإنفاق العسكري الإسرائيلي بمقدار 30 مليار دولار إضافية على مدى العقد المقبل استعدادا للتحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل في المستقبل.

 

وتوقعت صحيفة وول ستريت جورنال أن يتوسع سوق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي عندما يكتمل تطوير نظام اعتراض الصواريخ والقذائف بالليزر المعروف باسم "ماجن أور" أو باسمه السابق "الشعاع الحديدي".

 

وبسبب الأسعار المرتفعة للغاية للصواريخ الاعتراضية في أنظمة الدفاع الجوي الكلاسيكية مثل القبة الحديدية وحيتس، والتي يمكن أن تكلف ملايين الدولارات، أصبح الدفاع الجوي بالليزر بمثابة "الكأس المقدسة" للجيوش في جميع أنحاء العالم بشكل عام ولجيش الاحتلال الإسرائيلي. إن سباق اختراع اعتراض الليزر بلغ ذروته، ولن يكلف اعتراضه سوى بضع مئات من الدولارات. وعندما يصبح جاهزاً للعمل، فإن اعتراض الليزر سوف يشكل نقطة تحول في الحرب ضد التهديد الصاروخي الذي يشكله حلفاء إيران.

تم نسخ الرابط