عضو بالشيوخ: ثورة 30 يونيو علامة فارقة أصبحت «براند عالمي» لإنقاذ الأوطان

أكد النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ، أن ثورة 30 يونيو تمثل نقطة تحول تاريخية لمصر والمنطقة، ولم تعد مجرد تاريخ سياسي فحسب، بل أصبحت "براند عالمي" يُدرّس في المحافل الدولية كنموذج لإنقاذ الدول من براثن الفوضى والانهيار.

جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج "الساعة 6" على قناة الحياة، حيث تناول محمود القط أبعاد هذه الثورة وما أحدثته من تأثير عميق على المشهدين الداخلي والإقليمي.

ملحمة شعبية أنقذت مصر 

أوضح النائب محمود القط أن ما قام به الشعب المصري في 30 يونيو 2013 لم يكن حدثًا محليًا عابرًا، بل ملحمة تاريخية فريدة، لافتًا إلى أن تلك الثورة لم تنقذ الدولة المصرية وحدها، بل أوقفت مشروعًا إقليميًا خطيرًا كان يهدف إلى إسقاط الدول الوطنية وتحويلها إلى كيانات طائفية وميليشياوية بلا حدود ولا سيادة.

وأشار محمود القط إلى أن ما يجري في عدد من دول الجوار من انهيارات أمنية وحروب أهلية يعكس بوضوح حجم الخطر الذي كان يهدد مصر، ويُظهر كم كانت تلك الثورة فاصلة في حماية الهوية الوطنية وصون كيان الدولة.

الحفاظ على الشخصية المصرية

قال محمود القط إن ثورة 30 يونيو لم تكن فقط بسبب أزمات اقتصادية أو سياسية، بل جاءت من منطلق أعمق؛ وهو الحفاظ على "الشخصية المصرية" المتجذرة في التعددية والوسطية والانتماء الوطني، موضحًا أن جماعة الإخوان كانت تستهدف تفكيك هذه الشخصية وضرب الهوية لصالح مشروع خارجي دخيل.

وأكد محمود القط أن المصريين خرجوا دفاعًا عن نمط حياتهم، وعن التعايش السلمي الذي تميزت به مصر عبر آلاف السنين، رافضين فرض فكر متطرف لا يمت بصلة لتاريخهم وثقافتهم.

درع الأمة وسند الشعب

وشدد محمود القط على الدور الحاسم للقوات المسلحة المصرية، موضحًا أن الجيش ليس عقائديًا أو تابعًا لتيار سياسي، بل هو جيش وطني خالص من نسيج الشعب، وهو ما جعله مؤهلاً لحماية إرادة المصريين وإنقاذ الدولة من مصير مجهول.

وقال محمود القط: "القوات المسلحة تحركت بإرادة شعبية، واستطاعت أن تحفظ كيان الدولة في وقت كانت فيه المنطقة كلها على وشك السقوط في الفوضى."

عقد من البناء

أكد محمود القط أن ما أعقب ثورة 30 يونيو هو سباق مع الزمن، إذ دخلت الدولة المصرية مرحلة جديدة من إعادة البناء الشامل، حيث شهدت السنوات العشر الماضية مشروعات قومية كبرى، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة، إلى جانب بناء جيش قوي بتسليح حديث ومتعدد المصادر، وقرار وطني مستقل لا يخضع لأي إملاءات خارجية.

وأشار محمود القط إلى أن الدولة نجحت في محاربة الإرهاب داخليًا، وأثبتت أنها قادرة على حماية أمنها القومي إقليميًا، مؤكدًا أن تصريحات وزير الخارجية حول البحر الأحمر وأنه لا يُحكم إلا من الدول المتشاطئة تعكس الثقة الناتجة عن قوة الدولة وقدرة الجيش على فرض الإرادة الوطنية.

مصر تصنع الخطوط الحمراء

اختتم النائب محمود القط تصريحاته بالتأكيد على أن مصر لا تزال الصخرة التي تحطمت عليها مؤامرات إسقاط الدول، مشيرًا إلى أن خط "سرت – الجفرة"، الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2020 كخط أحمر، كان علامة فارقة في ردع مشروع الفوضى الإقليمي.

وأضاف محمود القط: "مصر واجهت العاصفة، وثبتت بفضل قيادة سياسية رشيدة، وجيش وطني قوي، وشعب موحد، وستظل بإذن الله عنوانًا للاستقرار الإقليمي ومركزًا لصناعة القرار الرشيد في الشرق الأوسط."