عاجل

في ذكرى 30 يونيو.. الشهيد كريم أسامة فرحات.. بطل معركة الواحات

النقيب كريم أسامة
النقيب كريم أسامة فرحات" أسد ملحمة الواحات"

تمر اليوم الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، المناسبة الوطنية التي نستذكر فيها شهداء الوطن الذين لا تكفي الكلمات ولا الأقلام لتكريم تضحياتهم العظيمة. مع مرور كل عام، تظل وجوه هؤلاء الأبطال متلألئة في سماء الوطن، لم ترحل عن قلوب المصريين.

في هذه الذكرى، نستحضر بطلًا ارتدى بزته الشرطية ليصبح جنديًا في معركة البقاء، الشهيد النقيب كريم أسامة فرحات، أحد شهداء "معركة الواحات" الشهيرة، حيث امتزج التراب بالدم، ليُخلّد تاريخًا لا يُنسى من بطولات وتضحيات في سبيل مصر وهويتها التي استعادتها ثورة 30 يونيو بكل فخر وعزة.

من كلية الشرطة إلى ساحات البطولة

ولد كريم في بيت يزهر بالانضباط، وينبض بالولاء، فهو نجل اللواء أسامة فرحات، رجل الشرطة، الذي غرس في قلبه منذ الصغر أن حب الوطن ليس شعارا، بل اختيار يومي، يتجدد مع كل شروق شمس يوما جديد، كان بإمكان كريم أن يسلك طريقا آخر، فقد أهلته درجاته في الثانوية العامة لكليات النخبة، لكنه اختار أن يكون في الصفوف التي لا تصفق، بل تحمي وتفدي الوطن.

طفل حلم بالبدلة السوداء

دخل كريم كلية الشرطة عام 2006 وتخرج في 2010، ليبدأ مشواره في جهاز الأمن الوطني. سنوات قليلة كانت كافية لتظهر معدن هذا الشاب الهادئ الحازم، الذي عرفه زملاؤه بثباته في المهمات الصعبة، وإصراره على التواجد في قلب الخطر، حيث تختبر الأقدار معادن الرجال.

لم يكن الطريق أمامه مفروشا بالورود، بعد ثورة 30 يونيو، كان الوطن يئن تحت وطأة موجة إرهابية شرسة، تستهدف كسر الدولة وزرع الرعب في قلوب المصريين، لكن كريم، ورفاقه، اختاروا المواجهة، واعتبروا أن هذا الوقت ليس وقت تراجع، بل وقت تضحية لا تقاس بالأعمار ولا تحسب بالأيام.

رحلة إلى قلب صحراء الواحات 

في أكتوبر من عام 2017، رصدت أجهزة الأمن تحركات لعناصر تكفيرية تمركزت في قلب الصحراء الغربية، تستعد لتنفيذ عمليات داخل العاصمة. تم تشكيل مأمورية أمنية على أعلى مستوى، ضمت نخبة من رجال الأمن الوطني والعمليات الخاصة، وكان النقيب كريم من بينهم.

تحركت القافلة في صمت، تحمل في طياتها رجالا يعلمون أن العودة قد لا تكون مؤكدة، وحين اقتربوا من الموقع المحدد، واجهتهم الجماعة الإرهابية بوابل من الرصاص، محصنه بموقع جغرافي معقدالوصول إليه.

في تلك اللحظات، لم يتراجع كريم، ولم يبحث عن النجاة، قاتل بشجاعة حتى آخر طلقة، وارتقى شهيدا مع 15 من زملائه، تاركا خلفه حكاية لا تموت.

ذكرى لاتنسى

كريم لم يكن مجرد ضابط، كان شابًا يحلم، يضحك، يحب الحياة، لكنه أحب وطنه أكثر، رحل وهو في ريعان الشباب، لكنه ظل حيا في قلوب كل من عرفه، وفي سجلات المجد التي لا تطويها الأيام بل يخلدها الوطن.

تم نسخ الرابط