يد تبني وأخرى تحمل السلاح.. ملحمة شهداء الجيش بعد ثورة 30 يونيو
شهدت مصر منذ 30 يونيو 2013 مرحلة فارقة في تاريخها الحديث، حيث انطلقت حرب شاملة ضد الإرهاب بعد سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين، التي عملت على زعزعة استقرار الوطن من خلال عمليات تخريبية واستهداف ممنهج للمؤسسات المدنية والعسكرية. في هذه اللحظات العصيبة، تصدى رجال القوات المسلحة بكل بسالة لتلك التحديات، حاملين على عاتقهم مسؤولية حماية الأرض والعرض والدولة.
كانت تضحيات شهداء الجيش المصري خلال هذه الفترة شاهداً حيًا على ثمن الحرية وأهمية الاستقرار الوطني، حيث فقدت مصر العديد من أبنائها الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لأمن البلاد. وجاءت المعارك في شمال سيناء ومناطق أخرى من الجمهورية لتبرز حجم التحديات التي واجهتها القوات المسلحة، والتي صمدت بقوة في وجه الإرهاب الغادر، محافظين بذلك على وحدة الوطن وسلامة مؤسساته.
الأمن والتنمية
إن المرحلة التي أعقبت 30 يونيو أكدت أن مصر تتقدم بخطى ثابتة نحو الأمن والتنمية، بفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة، الذين كانوا درع الحماية والحصن المنيع أمام كل محاولات التفكك والانهيار. وبفضل هذه التضحيات، استطاعت الدولة أن تستعيد عافيتها، وتعزز من استقرارها، لتفتح صفحة جديدة من البناء والتنمية تحت قيادة سياسية حريصة على مستقبل الوطن وشعبه.
إن تضحيات شهداء القوات المسلحة تظل رمزًا خالدًا في وجدان المصريين، تذكيرًا مستمرًا بأن الحرية لها ثمن، وأن استقرار الوطن لا يتحقق إلا بجهود أبطاله الذين لا يكلون ولا يملون في الدفاع عن ترابه ومكتسباته.
سيناء.. أرض البطولة والدم
كانت شبه جزيرة سيناء المسرح الأساسي للمواجهات بعد 30 يونيو، حيث شنت الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "أنصار بيت المقدس" (التي بايعت لاحقًا تنظيم داعش) سلسلة هجمات ضد الكمائن والوحدات العسكرية. وردًا على ذلك، أطلقت القوات المسلحة عدة عمليات ضخمة، أبرزها:
عملية حق الشهيد (2015-2017)
العملية الشاملة سيناء 2018
هذه العمليات أسفرت عن تطهير واسع لبؤر الإرهاب، و استُشهد أبطال من الجيش خلال تنفيذ مهامهم.
أبطال لا تُنسى أسماؤهم
ارتقى عدد من الضباط والجنود الذين تحوّلوا إلى رموز قومية خالدة، من بينهم:
الشهيد أحمد منسي (قائد الكتيبة 103 صاعقة): استُشهد في ملحمة كمين البرث في 7 يوليو 2017، وأصبح رمزًا للبطولة والفداء.
الشهيد عميد أركان حرب عادل رجائي: تم اغتياله أمام منزله في مدينة العبور.
الشهيد مصطفى عبيد: خبير المفرقعات الذي أنقذ عشرات الأرواح باستشهاده أثناء تفكيك عبوة ناسفة بجوار كنيسة في القاهرة.
حماية مؤسسات الدولة
بعد سقوط نظام الإخوان في 30 يونيو، واجهت مصر موجات عنف ممنهجة ضد أقسام الشرطة ومؤسسات الدولة ودور العبادة، وكان للجيش دور حاسم في حماية الدولة ومنع انزلاقها إلى الفوضى.
رعاية أسر الشهداء
حرصت الدولة على تكريم أسر الشهداء معنويًا وماديًا، من خلال:
إطلاق أسماء الشهداء على المدارس والميادين.
توفير معاشات ومزايا لأسرهم.
تقديم الرعاية الطبية والتعليمية لأبنائهم.
تنظيم احتفال سنوي بـ"يوم الشهيد" في 9 مارس من كل عام.
