عاجل

شهداء بذاكرة الوطن: مصطفى أبو عميرة رمز الشجاعة والفداء في مواجهة الإرهاب

الشهيد الرائد مصطفى
الشهيد الرائد مصطفى يسري أبو عميرة

في الذكرى السنوية لثورة 30 يونيو، تستعيد مصر قصص البطولة والفداء التي خطت بدماء الشهداء فصول عزتها وكرامتها. من بين هذه القصص تبرز حكاية الشهيد الرائد مصطفى يسري أبو عميرة، الذي جسد معنى الولاء والانتماء حينما ضحى بحياته في سبيل حماية وطنه.

في هذا اليوم، لا نكتفي باسترجاع الذكرى، بل نفتح قلوبنا لصوت أم بكت ولدها شهيدًا، لكنها ما انكسرت، بل وقفت شامخة، تروي ملامح نادرة من النُبل والرجولة، وتؤكد أن الوطن لا ينسى أبطاله أبدًا، وأن دماء الشهداء هي التي كتبت فصول العزة التي نعيشها اليوم.

شهداء في ذاكرة الوطن

ففي كل مناسبة تمر على هذا الوطن، سواء كانت دينية أو اجتماعية، لا يمكننا إلا أن نتوقف لحظة صمت أمام تضحيات رجال حملوا أرواحهم على أكفهم، وواجهوا الموت بصدورهم من أجل أن نحيا نحن في أمان، هم ليسوا مجرد أسماء في دفاتر الشهداء، بل هم قصص نابضة بالفداء، وحكايات خالدة تسكن ذاكرة الوطن إلى الأبد.

والدة الشهيد: ابني كان مشروع شهيد من صغره

واحدة من هذه القصص، قصة الشهيد مصطفى يسري أبو عميرة، الضابط الشاب الذي لم يكن حلمه المال أو المناصب، بل كانت أمنيته الكبرى منذ دخوله أكاديمية الشرطة أن يلقى الله شهيدا، حلم لم يكن مجرد كلمات، بل كان دعاءً يردده دائمًا على مسامع والدته، وكان يتحدث دومًا عن مكانة الشهيد في الجنة، وكأن قلبه كان يشعر بما هو قادم.

وفي أجواء مشحونة بالمشاعر والذكريات، التقينا والدة الشهيد الرائد مصطفى يسري أبو عميرة، أحد أبطال الشرطة الذين استشهدوا خلال فض اعتصام رابعة، لنتحدث عن ذكراه، وعن مشاعر الفقد الممتزجة بالفخر، وعن كيف تحيا روح الشهيد في قلب أسرته، عاما بعد عام.

 أبو عميرة.. ضابط حلم بالشهادة فكانت نهايته المجيدة

تقول والدة مصطفى أن الذكرى صعبة جدًا علينا، لكنها مصدر فخر كبير، ابني ما ماتش، هو حي فينا وفي كل شبر من أرض مصر، الحمد لله، راضين ومؤمنين إن دمه ما راحش هدر، لو لا هو وزمايله الشهداء، بلدنا ما كانتش وقفت على رجليها، إحنا شايفين بلاد حوالينا راحت في داهية، لكن مصر لسه واقفة، ومحمية بفضل الله وبفضل ولادها الأوفياء.

وتضيف الوالدة أن وضع البلد بعد 30 يونيو تطور الي الأفضل الحمد لله، فيه فرق كبير، إحنا دلوقتي بنشوف أمان، بنشوف حياة بترجع. ناس بتسافر وتنبسط، فيه حفلات ومصايف، وده كله جه على حساب دم الشهداء، مصر ما تحميهاش جيوش من بره، تحميها رجالتها اللي زي مصطفى، ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة.

وتسكتمل أن مصطفى من صغره وهو مختلف، كان دايمًا يقول لي: "أنا مشروع شهيد"، كان حاسس إنه ليه رسالة، وإنه جاي يقدم حاجة لبلده. كان بار بيا وبأبوه، بيحب الناس كلها، دايمًا في ضهر الغلبان. الجنود اللي كانوا معاه حكولي حاجات عنه بعد ما استُشهد، حاجات أنا ما كنتش أعرفها، قبل استشهاده بشهر، راح العمرة، وخدم الناس هناك لدرجة إنهم كانوا بيسموه "خادم المعتمرين"، كان بيروح يعزي الناس، ويزور المرضى، ويساعد أي حد محتاج، حتى لو كان تعبان.

وتضيف: أن كل زكرى لإستشهاده تشعر  إن الأرض خدت اللي بيحبها،وأن الأرض كانت بتحبه واحتضنته، وتقول ربنا كرمني بيه 24 سنة، كانوا عمر بحاله، وكانوا من أجمل سنين حياتي، هو ما مشيش على الأرض، هي اللي حضنته في الآخر، وده شرف كبير.

وتنهي والدة الشهيد حديثها: أنا فخورة جدًا إني أم شهيد، وعايزة أقول لكل أم، وكل زوجة، إن ولادنا الشهداء أوسمة على صدر الوطن، ما نزعلش، دول في مكان أحسن، وربنا يخلد أساميهم، ويحمي مصر برجالتها، ويبارك في ولادنا اللي لسه بيكملوا المسيرة.

تم نسخ الرابط