عاجل

لولاهم ما كنا هنا.. الشهيد اللواء امتياز إسحاق بطل ملحمة الواحات

الشهيد اللواء امتياز
الشهيد اللواء امتياز إسحاق: ضابط بدرجة محارب

في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، تستحضر مصر بكل فخر وباعتزاز بطولات رجال صدقوا مع الله، وقدموا أرواحهم فداءً للوطن، ليكونوا درعًا واقيًا يحمي ثغور البلاد ويصون حاضرها ومستقبلها. من بين هؤلاء الأبطال يتجلى اسم اللواء “امتياز إسحاق محمد كامل حمودة”، الذي عرف بين زملائه بلقب "أسد الواحات" و"الضابط بدرجة محارب"، تقديرًا لشجاعته الاستثنائية وتفانيه في حماية الوطن.

ملحمة الواحات 

كان يوم 20 أكتوبر 2017 شاهدًا على واحدة من أعنف المعارك بين قوات الشرطة وعناصر إرهابية خطيرة تابعة لتنظيم القاعدة، بقيادة الإرهابي عماد الدين عبد الحميد، الذراع اليمنى لهشام عشماوي ومؤسس تنظيم "المرابطون". فبعد ورود معلومات دقيقة إلى قطاع الأمن الوطني، تحركت مأمورية أمنية في اتجاه الكيلو 135 بطريق الواحات البحرية، وكانت المهمة واضحة: القضاء على البؤرة الإرهابية قبل أن تتحول إلى كارثة أمنية.

لكن المعركة لم تكن متكافئة، فقد باغت الإرهابيون القوات بأسلحة ثقيلة من كافة الاتجاهات، لتندلع مواجهة دامية استمرت لساعات طويلة، انتهت باستشهاد 16 من أبطال الشرطة، من بينهم البطل اللواء امتياز إسحاق، الذي وقف في مقدمة الصفوف مقاتلًا حتى اللحظة الأخيرة.

 الشهيد اللواء امتياز إسحاق: ضابط بدرجة محارب

ولد الشهيد البطل في العباسية بمحافظة القاهرة، بينما ترجع أصوله إلى مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، وكان ضابطًا بقطاع العمليات الخاصة بالأمن المركزي. عرفه زملاؤه وأهالي منطقته بخلقه الرفيع وكفاءته المهنية العالية، فقد حصل على المركز الأول في فرقة القيادات الأمنية المخصصة للرتب العليا، وكان له سجل مشرف في مكافحة الإرهاب، حيث شارك في العديد من العمليات، أبرزها القبض على قيادات جماعة الإخوان مثل خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي.

<a href=
الشهيد اللواء امتياز إسحاق: ضابط بدرجة محارب

ورغم خطورة مهامه، لم يغب الشهيد عن بيته كــ أب عطوف لثلاثة أطفال، أحدهم كانت تبلغ من العمر أربع سنوات فقط وقت استشهاده. وكان محل احترام الجميع، إذ كان يلجأ إليه الناس لحل مشكلاتهم، ويُعرف بين أهله بالشهامة والإنسانية.

عقب الحادث، لم تتأخر الدولة في الرد، إذ أطلقت عملية تمشيط واسعة بدعم من القوات المسلحة، أسفرت عن مقتل عدد كبير من الإرهابيين والقبض على عبد الرحيم المسماري، العقل المدبر للهجوم، والذي شكل كنزا ساعد في القضاء فيما بعد على هشام عشماوي.

ولأن البطولة لا تنسى، كرمت الدولة اسم الشهيد بما يليق بتاريخه، فقد أطلق اسم اللواء امتياز إسحاق على مدرسة "العباسية الثانوية بنات"، كما منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، تسلمته أرملته في مشهد مؤثر جسّد عظمة الفقد وفخر الوطن.

<a href=
الشهيد اللواء امتياز إسحاق: ضابط بدرجة محارب

في ذكرى ثورة يونيو، نستحضر بطولات رجال لم تغب ذكراهم، ويظل اسم اللواء امتياز إسحاق محفورا في سجل الشرف، رمزا للإخلاص والتضحية، وعنوانا لوطن لا ينسى أبطاله.

تم نسخ الرابط