القراءة من المصحف أثناء الصلاة.. هل تبطل الصلاة؟ دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

يثير سؤال القراءة من المصحف أثناء الصلاة فضول كثير من المسلمين، خصوصًا أولئك الذين لا يحفظون سورًا كثيرة من القرآن الكريم، ويتساءلون: هل يجوز للمصلي أن يقرأ من المصحف أثناء الصلاة؟ وهل يختلف الحكم بين صلاة الفرض وصلاة النافلة؟ وما رأي العلماء في ذلك؟
أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذه المسألة ، مؤكدة أن القراءة من المصحف أثناء الصلاة جائزة شرعًا ولا تبطل الصلاة، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة، بشرط أن يتحرى المصلي الطمأنينة ولا يُكثر من الحركات التي قد تخل بخشوع الصلاة وآدابها.
وأكدت الدار أن الأصل في الصلاة أن تكون القراءة عن ظهر قلب، ولكن إذا دعت الحاجة إلى القراءة من المصحف، فلا حرج في ذلك، ولا يعد مبطلًا للصلاة، لا سيما إذا كان المصلي لا يحفظ السورة المطلوبة، أو لا يستطيع القراءة الصحيحة دون مصحف.
فتاوى المذاهب الفقهية
- الشافعية والحنابلة ذهبوا إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة مطلقًا، دون تفرقة بين الفرض والنفل، بل واعتبروا ذلك نوعًا من الاجتهاد المشروع للمحافظة على صحة القراءة.
- وذكر ابن قدامة الحنبلي في كتابه المغني أن “القراءة من المصحف لا تبطل الصلاة، سواء كانت في الفرض أو النافلة”، مستشهدًا بما رُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “أنها كان يؤمها عبدٌ لها في الصلاة وكان يقرأ من المصحف”، وهذا يدل على الإباحة.
- أما المالكية، فقد كرهوا القراءة من المصحف أثناء الصلاة، خاصة في الفريضة، إلا أنهم لم يصرحوا ببطلان الصلاة إن فعل ذلك المصلي، وإنما فضلوا أن تكون القراءة عن ظهر قلب حفاظًا على الخشوع.
الضوابط الشرعية للقراءة من المصحف أثناء الصلاة
وأوضحت دار الإفتاء أن هناك بعض الضوابط التي ينبغي مراعاتها عند القراءة من المصحف أثناء الصلاة، وهي:
- ألا يؤدي تقليب الصفحات إلى كثرة الحركة أو تشويش الخشوع.
- أن تكون حركة اليدين خفيفة وبسيطة عند حمل المصحف أو وضعه.
- أن يتجنب المصلي الانشغال بالمصحف عن أركان الصلاة الأساسية كالسجود والركوع والطمأنينة.
كما يُفضل لمن يُطيل القراءة من المصحف أن يستخدم حاملًا للقرآن إن أمكن، حتى لا يضطر إلى حمله بيده طوال الوقت، مما قد يؤثر على هيئة الصلاة