اغتيال مؤجل أم شائعة مدبرة.. ما حقيقة محاولة استهداف أحمد الشرع؟

نقلت وكالة "سانا" الرسمية اليوم الأحد عن مصدر بوزارة الإعلام السورية أن "لا صحة لما تم تداوله من قبل عدة وسائل إعلامية عن إحباط الجيش العربي السوري والمخابرات التركية محاولة لاغتيال الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته لدرعا".
وجاء هذا النفي بعد انتشار واسع لتقارير تتحدث عن تعاون استخباراتي تركي–سوري لاحباط عملية اغتيال مزعومة.
شائعات تغذيها وسائل إعلام وحسابات "إكس"
وبدأت القصة عندما تداولت وسائل إعلام وحسابات عبر منصة "إكس" أن عبارة "تنسيق استخباراتي مشترك" بين أنقرة ودمشق أدت إلى كشف شبكة اغتيال ضد الشرع خلال حضوره لفعالية في مدينة درعا. لكن يبدو أن هذه التغريدات لم تستند إلى أي مصدر رسمي موثوق وسبّبت حالة من الجدل الإعلامي، سرعان ما قوبلت برد رسمي قطْع الشك باليقين.
صحوة استخباراتية أم تحذيرات حقيقية؟
في الوقت الذي نفت فيه سوريا الاتهامات، حذر المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، من وجود مخاطر فعلية على حياة الشرع، وأشار إلى احتمالية استهدافه من مجموعات مسلّحة معارضة، بما في ذلك متشددون ينتمون إلى تنظيم "داعش" أو "هيئة تحرير الشام" (HTS)، التي كانت تضم عناصر من قبل أثناء الثورة .
ولفت باراك إلى ضرورة "تنسيق نظام حماية" حول الرئيس لتأمينه من أي مخاطر محتملة.
اعتراف ضمني بمخاطر واقعية
لا يمكن تجاهل تصريح باراك الذي شدد فيه على أن الشرع قد يصبح "هدفاً للمغرضين" بسبب توجهه نحو إصلاحات سياسية وبناء علاقات مع الغرب . كما ذكرت صحيفة "L’Orient-Le Jour "، أن الشرع تعرض لمحاولتي اغتيال على الأقل منذ ديسمبر، واحدة في مارس والأخرى قبل نحو أسبوعين، نسبت إلى تنظيمات مثل داعش التي تسعى إلى عرقلته
حماية مستمرة رغم نفي محاولة الاغتيال
على الرغم من نفي دمشق الرسمي، إلا أن واشنطن ومصادر إعلامية غربية تؤكد وجود مخاطر حقيقية ضد الشرع، الأمر الذي دفع إلى تعزيز إجراءات أمنية حوله بالتنسيق بين الحلفاء وخاصة تركيا . ويبدو أن هناك تحذيراً مبطناً من أن الحديث عن محاولة اغتيال قد لا يكون عاراً تماماً من الأساس الواقعي.
بالرغم من النفي الرسمي القاطع من السلطات السورية، التي أكدت عبر وزارة الإعلام عدم صحة ما تم تداوله بشأن محاولة اغتيال للرئيس أحمد الشرع أو وجود أي تنسيق استخباراتي مع الجانب التركي بهذا الخصوص، فإن التصريحات الغربية وعلى رأسها تحذيرات المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك – تعكس وجهًا آخر للواقع، حيث تُطرح مخاوف جدّية من تعرض الرئيس الشرع لتهديدات فعلية من قبل جماعات مسلحة متطرفة، أبرزها تنظيم داعش وبعض الفصائل المنشقة.