في عملية استخباراتية تركية – سورية.. إحباط محاولة اغتيال الرئيس الشرع بدرعا

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن إحباط محاولة اغتيال خطيرة كانت تستهدف الرئيس السوري أحمد الشرع، في مدينة درعا جنوب سوريا.
ووفقًا للتقارير، فإن العملية كانت على وشك التنفيذ، قبل أن تتمكن أجهزة الاستخبارات التركية والسورية من إفشالها في اللحظات الأخيرة عبر تنسيق أمني محكم.
المتهم: عنصر سابق في "داعش" ومرتبط بحزب الله
وبحسب المصادر الأمنية، فإن العقل المدبر للعملية هو عنصر متمرّس سبق أن انتمى لتنظيم داعش، وكان له روابط سابقة مع حزب الله.
وأفادت التقارير أن هذا الشخص استغل الفوضى الأمنية في ريف درعا، وهي منطقة معروفة بنشاط الجماعات المسلحة والثغرات الأمنية المزمنة.
وذكرت صحيفة "استقلال" التركية أن نجاح العملية الاستخباراتية يعود إلى تعاون مباشر ونشط بين أنقرة ودمشق، شمل تبادل معلومات حساسة واعتراض إشارات اتصالات بين العناصر المتورطة.
وبحسب المصادر، فإن المصادر الميدانية والتنصت الإلكتروني لعبا دوراً محورياً في كشف المخطط وإحباطه في توقيت دقيق.
تحذيرات من مخاطر سياسية وأمنية
يرى مراقبون أن محاولة الاغتيال لم تكن مجرد استهداف شخصي للرئيس، بل محاولة لضرب الاستقرار النسبي الذي تحاول الحكومة السورية الجديدة فرضه. وصرّح محللون أمنيون أن العملية لو نُفذت بنجاح، لكانت ستؤدي إلى زعزعة عميقة في المشهد السياسي والأمني داخل سوريا، وربما تعيد البلاد إلى دوامة من الفوضى وعدم اليقين.
لماذا تم اختيار درعا كمسرح للمخطط؟
كما أن اختيار درعا كمسرح للمخطط لم يكن صدفة، فهي تُعد منطقة مشتعلة منذ سنوات، حيث تنشط فيها جماعات مسلحة وخلايا نائمة تستفيد من ضعف القبضة الأمنية.
ورغم محاولات الجيش السوري إعادة السيطرة على المدينة، إلا أن الاختراقات لا تزال ممكنة، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة لإعادة هيكلة البنية الأمنية في الجنوب السوري. وفيما يُنظر إليه كمؤشر على تحول جديد في العلاقات الإقليمية، يُعد التعاون الاستخباراتي بين تركيا وسوريا تطوراً نادراً بعد سنوات من القطيعة.
ويرى البعض أن هذه العملية قد تشكّل نقطة انطلاق لتنسيق أوسع في ملفات أمنية أخرى، خصوصاً في ظل تهديدات الجماعات المتطرفة المتزايدة في الشمال والجنوب السوري.