المسيح الدجال وفتنته.. هل دخل المدينة في عهد النبي ورأه؟|أسراره ووصفه

فتنة الدجال، واحدة من علامات الساعة الكبرى التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هل الدجال هو ابن صياد الذي أدرك النبي ﷺ وهو لم يبلغ الحلم؟
علامات الساعة الكبرى.. هل الدجال هو ابن صياد الذي أدرك النبي وهو لم يبلغ الحلم؟
جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صياد، قال : فنزلنا منزلا، فتفرق الناس وبقيت أنا وهو. فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال : وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي، فقلت : إن الحر شديد، فلو وضعته تحت تلك الشجرة. قال: ففعل، قال: فرفعت لنا غنم، فانطلق فجاء بعس فقال: اشرب أبا سعيد ! فقلت: إن الحر شديد واللبن حار، ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده - أو قال آخذ عن يده - فقال : أبا سعيد ! لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد : من خفي عليه حديث رسول الله ﷺ ما خفي عليكم معشر الأنصار، ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله ﷺ ؟ أليس قد قال رسول الله ﷺ : هو عقيم لا يولد له، وقد تركت ولدي بالمدينة ؟ أو ليس قد قال رسول الله ﷺ: لا يدخل المدينة ولا مكة، وقد أقبلت من المدينة، وأنا أريد مكة؟. قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : حتى كدت أن أعذره، ثم قال : أما والله إني لأعرف مولده وأين هو الآن. قال : قلت له : تبا لك سائر اليوم) [مسلم].
ابن صياد من الدجاجلة وليس الدجال الأكبر
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن الصحيح أن ابن صياد قد يكون من الدجاجلة ولكن ليس هو الدجال الأكبر، وذلك لحديث تميم الداري السابق فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد، فابن صياد أدركه النبي ﷺ، وهو لم يبلغ الحلم، وتميم لقي رجلاً كبيرا، عظيم الخلق، مسجونا في جزيرة من جزائر البحر موثقا بالحديد يستفهم عن خبر النبي ﷺ هل خرج أو لا، فالجمع بينهما بعيد.
قال النووي : (قال العلماء : وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة.
قال العلماء : وظاهر الأحاديث أن النبي ﷺ لم يوصف إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة، فلذلك كان النبي ﷺ لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر رضي الله عنه : إن يكن هو فلن تستطيع قتله.
الدجال.. النبي أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض
وبين علي جمعة: أما احتجاجه هو بأنه مسلم والدجال كافر، وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد له هو، وأنه لا يدخل مكة والمدينة وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة، فلا دلالة له فيه؛ لأن النبي ﷺ إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض، ومن اشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكذابين قوله للنبي ﷺ: أتشهد أني رسول الله؟ ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب، وأنه يرى عرشا فوق الماء، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال، وأنه يعرف موضعه، وقوله : إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، وانتفاخه حتى ملأ السكة، وأما إظهاره الإسلام وحجه وجهاده وإقلاعه عما كان عليه فليس بصريح في أنه غير الدجال) [شرح مسلم للنووي].
وبهذا نكون قد علمنا علامة ظهور الدجال وفتنته، واختلاف العلماء في حقيقته.