من هو المسيح الدجال ومصير من يؤمن به.. قصته ولماذا لم يذكره القرآن؟

خروج الدجال واحدة من علامات القيامة الكبرى أو علامات الساعة الكبرى كما تسمى، ومع اندلاع الحروب في الشرق الأوسط وتداول نبوءات الأديان تظهر قصة الدجال كواحدة منها، فمن هو الدجال؟
من هو الدجال؟
الدجال لغة على وزن فعال من الدجل وهو التغطية، وأصل الدجل معناه : الخلط، يقال: دجل إذا لبس وموه، وجمع دجال: دجالون، ودجاجلة. وسمي الدجال دجالا ؛ لأنه يغطي الحق بباطله.
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن الدجال الذي نقصده هو الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام. فخروجه من أعظم علامات الساعة؛ لأنه فتنة عظيمة.
لماذا عرف بالمسيح الدجال؟
يسمى مسيحًا؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما، ولفظة المسيح تطلق على الصديق، وهو عيسى عليه السلام، وعلى الضليل الكذاب وهو الأعور الدجال.
وذكر الحافظ أبو الخطاب بن دحية كثرة معاني لفظة المسيح، حيث ذكر أنه اختلف في معنى المسيح على ثلاثة وعشرين قولاً، وقال : (لم أر من جمعها قبلي ممن رحل وجال ولقي الرجال) [مجمع البحرين].
المقصود بالمسيح هنا المسيح الضال الذي يكون فتنة للناس، بما يجريه الله على يديه من خوارق للعادة، كإنزال المطر وإحياء الأرض، وأما مسيح الهدى فهو عيسى ابن مريم عليه السلام الذي سيأتي الكلام عليه.
لماذا لم يذكر القرآن نبوءة الدجال؟
والأحاديث التي تذكر الدجال بلغت حد التواتر، إلا أنه لم يذكر في القرآن، وقد أجاب ابن حجر على ذلك بأجوبة، فقال : (فقد أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقوله : اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر، وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة، وأجيب بأجوبة :
أحدها: أنه ذكر في قوله تعالى :" يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا"، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه : ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
الثاني: قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى :" وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ"، وفي قوله تعالى:" وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ"، وصح أنه الذي يقتل الدجال فاكتفي بذكر أحد الضدين عن الآخر، ولكونه يلقب المسيح كعيسى، لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى.
الثالث: أنه ترك ذكره احتقارا، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله، وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة في ترك التنصيص عليه ؟ وأجاب شيخنا الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره، وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدا) [فتح الباري]
وشدد علي جمعة أن تلك الأحاديث المتواترة التي ذكرت الدجال تحدثت عن خروجه في آخر الزمان والتحذير منه، ووصفه وصفا دقيقًا.