ماذا يفعل من يرى رؤيا مزعجة؟ دار الإفتاء توضح التصرف الصحيح

في ظل تصاعد التساؤلات المتعلقة بالأحلام والرؤى، خاصة تلك التي تسبب القلق أو الفزع، وتؤثر على الحالة النفسية للمسلم، أوضحت دار الإفتاء المصرية التصرف الصحيح الذي ينبغي للمسلم أن يقوم به عند رؤية رؤيا مزعجة أو كابوسية، مستندةً إلى الهدي النبوي الشريف، وتوجيهات الرسول ﷺ في هذا الباب المهم.
وأكدت الدار أن الإسلام لم يُغفل الجانب النفسي أو الروحي للإنسان، بل وضع له ضوابط واضحة للتعامل مع ما يراه في منامه، سواء كان خيرًا أو شرًّا، رؤيا صالحة أو حلمًا مزعجًا.
الفرق بين الرؤيا والحُلم
أوضحت دار الإفتاء أن هناك فرقًا شرعيًّا بين الرؤيا الصالحة التي تحمل بشارة من الله، وبين الحلم المزعج أو المُفزع الذي يكون غالبًا من الشيطان.
واستندت في ذلك إلى الحديث الشريف عن النبي ﷺ حيث قال:
“الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان” (رواه البخاري ومسلم).
فالرؤيا الصالحة تأتي غالبًا مبشرة أو منبهة على خير، أما الحلم المزعج فيهدف إلى إدخال الحزن أو الخوف إلى قلب المؤمن.
ماذا يفعل من رأى ما يكرهه في منامه؟
بيّنت دار الإفتاء المصرية أنه عند رؤية المسلم رؤيا مزعجة أو مفزعة، فالسُّنة أن يتبع الخطوات التالية التي وردت في الأحاديث النبوية:
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن شر ما رأى، كما جاء في الحديث:
“فليستعذ بالله من شرها، فإنها لا تضره”. - أن ينفث (ينفخ) عن يساره ثلاث مرات، وهو ما ورد في السنة النبوية كتصرُّف نبوي حال الحلم المزعج.
- ألا يُحدِّث بها أحدًا من الناس، كما أمر النبي ﷺ بقوله:
“ولا يُحدِّث بها أحدًا، فإنها لالبخاري). - أن يتحوّل عن جنبه الذي كان نائمًا عليه، فينام على الجنب الآخر.
- أن يقوم ويُصلِّي ركعتين إن استطاع، فهي مما يُذهب به الله الخوف والقلق، ويستجلب به الطمأنينة.
لا يُفسِّر الحُلم السيئ ولا يبحث عن معناه
شددت دار الإفتاء على عدم اللجوء إلى تفسير الرؤيا المزعجة أو محاولة تأويلها، لأن ما كان من الشيطان فلا معنى له ولا يُبنى عليه شيء في الواقع. وقد يُوقع تفسير هذه الأحلام في الوسوسة أو القلق أو التشاؤم، وهي أمور نهى عنها الإسلام.
ودعت الدار إلى عدم نشر الرؤى المفزعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الحديث عنها أمام الآخرين، مشيرة إلى أن ذلك قد يُعطيها أثرًا نفسيًّا أكبر مما تستحق، وقد يُفتح بها باب للفتنة أو الوهم أو التنجيم الزائف.
قراءة الأذكار والالتزام بالطهارة
وأوصت دار الإفتاء بضرورة الحرص على أذكار النوم الواردة عن النبي ﷺ، مثل آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، والنوم على طهارة، لما لذلك من أثر في وقاية المسلم من الأحلام المفزعة وكوابيس الليل