عاجل

ما الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ العلماء يوضحون

سورة الكهف
سورة الكهف

 تُعَدّ سورة الكهف من السور التي حثّ النبي محمد ﷺ على قراءتها يوم الجمعة، وجاءت في ذلك أحاديث صحيحة عن فضائلها وأثرها في حياة المسلم، خاصة في هذا اليوم المبارك. وقد أجمع العلماء على استحباب قراءتها في يوم الجمعة لما تحمله من معانٍ إيمانية وتربوية عظيمة، ولما ورد في فضلها من نصوص نبوية شريفة، تجعل من تلاوتها عبادة مستقلة ذات أثر روحي وفكري على المسلم.

أحاديث في فضلها

من أبرز الأحاديث التي وردت في فضل سورة الكهف، ما رواه الإمام مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
“من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال”.
كما جاء في سنن البيهقي بسند حسن، أن النبي ﷺ قال:
“من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
وهذان الحديثان يجمعان بين الحماية من فتنة عظيمة وهي فتنة الدجال، وبين النور المعنوي الذي يمنحه الله لعبده المؤمن.

الحكمة التربوية والإيمانية

تشتمل سورة الكهف على أربع قصص قرآنية عظيمة: قصة أصحاب الكهف، وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين. وكل قصة من هذه القصص تحمل دروسًا تربوية ترتبط بمختلف أنواع الفتن التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته.
• قصة أصحاب الكهف ترسّخ مفهوم الثبات على الدين، والصبر على البلاء، والاعتصام بالله في زمن الفتن.
• قصة صاحب الجنتين تحذّر من فتنة المال والاغترار بزينة الحياة الدنيا.
• قصة موسى والخضر تعلّم التواضع للعلم، والصبر في طلب المعرفة، وفهم أن حكمة الله قد تكون خفية.
• قصة ذو القرنين تُظهر أهمية العدل، والحكمة في الحكم، والتعامل مع الفتن التي تتعلق بالقوة والسلطة.

كل هذه القصص تمثل صورًا من الفتن التي يحتاج المسلم إلى نور القرآن وهدايته ليتعامل معها، وهو ما يُفسّر الارتباط بين قراءة السورة والنور الممتد من الجمعة إلى الجمعة، كما في الحديث الشريف.

حماية من الدجال

ومن أعظم الفتن التي حذّر منها النبي ﷺ، فتنة المسيح الدجال. وقد بيَّن أن أول عشر آيات من سورة الكهف، أو آخرها، فيها وقاية من هذه الفتنة الكبرى. وقد فسّر بعض العلماء ذلك بأن السورة تبدأ بتمجيد القرآن وتقرير التوحيد، وتنتهي ببيان قيمة العمل الصالح والإخلاص لله، وهو ما يواجه به المسلم شبهات الدجال وضلالاته.

الوقت المفضل لقراءتها

اختلف العلماء في تحديد وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوقت يبدأ من غروب شمس يوم الخميس حتى غروب شمس يوم الجمعة. وذهب البعض إلى أن الأفضل قراءتها في النهار، أي من طلوع الفجر حتى غروب الشمس يوم الجمعة، لورود الأحاديث بلفظ “يوم الجمعة”

تم نسخ الرابط