يوم عاشوراء 2025.. فضل صيامه ولماذا حرص عليه النبي؟

مع اقتراب يوم عاشوراء، العاشر من شهر الله المحرم، يتزايد اهتمام المسلمين حول العالم بالسؤال عن فضل صيام هذا اليوم، والحكم الشرعي المرتبط به، وهل له أصل في السنة النبوية، وما الأجر الذي يرجى من صيامه، خاصة في ظل ما يتداول على منصات التواصل الاجتماعي من معلومات متفرقة، بعضها غير دقيق.
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم عاشوراء سنة نبوية مؤكدة، ثبت فضلها عن النبي محمد ﷺ، وحرص على صيامه وأمر بصيامه، خاصة بعد الهجرة إلى المدينة المنورة. ولفتت الدار إلى أن هذا اليوم يحمل دلالات دينية وتاريخية عظيمة، ويعد من الأيام التي يُستحب فيها الاجتهاد بالطاعة والصيام وذكر الله.
يوم نجّى الله فيه موسى من فرعون
يرتبط يوم عاشوراء بحدث تاريخي كبير، كما بيّنت دار الإفتاء، وهو اليوم الذي نجّى الله تعالى فيه نبيه موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون، حيث صامه موسى شكرًا لله عز وجل. فعندما قدم النبي ﷺ المدينة، وجد اليهود يصومون هذا اليوم، فقال:
“ما هذا؟”
فقالوا: “هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى”.
فقال ﷺ: “فأنا أحق بموسى منكم” فصامه وأمر بصيامه (رواه البخاري ومسلم).
يكفر ذنوب سنة ماضية
أحد أعظم الأحاديث في فضل صيام عاشوراء هو ما رواه الإمام مسلم عن النبي ﷺ أنه قال:
“صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله”.
وأوضحت دار الإفتاء أن هذا الفضل العظيم يدل على مدى عظمة هذا اليوم عند الله، وهو منحة ربانية يُكفَّر بها ذنوب عام كامل، شريطة أن تكون من الذنوب الصغائر، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة.
مراتب صيام عاشوراء
وأفادت دار الإفتاء أن صيام عاشوراء له مراتب متعددة، أفضلها أن يُصام قبله يوم وبعده يوم، أي صيام التاسع والعاشر والحادي عشر من المحرم، لما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال:
“لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع” (رواه مسلم).
لكن وافته المنية قبل أن يصومه، فاستحب العلماء صيام التاسع والعاشر معًا مخالفة لليهود الذين كانوا يقتصرون على العاشر فقط.
والمرتبة الثانية في الفضل: صيام التاسع والعاشر،
أما المرتبة الثالثة: فهي صيام العاشر وحده، وهو جائز، لكنه أدنى المراتب، وينال به المسلم الأجر المشار إليه في الحديث الشريف.
حكم صيام عاشوراء
أكدت دار الإفتاء أن صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة وليس فرضًا، فمن صامه نال الفضل والأجر، ومن تركه فلا إثم عليه. إلا أن السنة النبوية حبَّبت فيه، ورغَّبت المسلمين في اغتنام هذه الفرصة السنوية العظيمة، خصوصًا أنه يقع في شهر محرم، وهو أحد الأشهر الحرم التي يُستحب فيها العمل الصالح.
ليس من بدع الشيعة ولا من مظاهر الحزن
كما شددت دار الإفتاء على أن صيام عاشوراء عبادة مشروعة منذ عهد النبي ﷺ، ولا صلة له بالخلافات المذهبية أو الطائفية، كما يزعم البعض، وليس يوم حزن كما يتعامل معه بعض الطوائف، بل هو يوم شكر وعبادة ونجاة، يُظهر فيه المسلمون شكرهم لله على نعمته بنجاة نبيه موسى عليه السلام