ماذا نقول عندما يقول المؤذن “الصلاة خير من النوم”؟ دار الإفتاء توضح

مع تزايد اهتمام المسلمين بالتفاصيل الدقيقة المرتبطة بالشعائر التعبدية، برز تساؤل متكرر حول ما يُقال عند سماع المؤذن في أذان الفجر، وتحديدًا عند قوله: “الصلاة خير من النوم”، وهي العبارة التي اختص بها أذان الفجر دون غيره من الصلوات. ويتساءل كثيرون: هل يُكتفى بالاستماع، أم أن هناك ردًّا معينًا يُقال؟ وما هو الدليل على ذلك من السنة النبوية؟
في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لما ينبغي على المسلم قوله عند سماع هذه العبارة، مؤكدة أن ترديد الأذان مشروع ومستحب، وهو ما دلّت عليه النصوص الصحيحة عن النبي محمد ﷺ، التي توضح آداب الاستماع إلى الأذان ومتابعته.
الترديد بعد المؤذن سنة مؤكدة
بيَّنت دار الإفتاء أن الأصل في الأذان أنه يُستحب للمستمع أن يردّد ما يقوله المؤذن، وذلك لحديث النبي ﷺ:
“إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول” (رواه البخاري ومسلم).
وقد اتفق الفقهاء على أن هذه السنة تشمل معظم ألفاظ الأذان، باستثناء عبارة “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح”، حيث يُستحب أن يقول السامع بدلًا منهما: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، لما ورد في الحديث النبوي الشريف.
ماذا يُقال عند قول المؤذن “الصلاة خير من النوم”؟
أما بالنسبة لعبارة “الصلاة خير من النوم” التي ترد في أذان الفجر فقط، فقد أكدت دار الإفتاء أنه يُستحب أن يقول السامع مثلما يقول المؤذن، أي “الصلاة خير من النوم”، اتباعًا لعموم الحديث الشريف:
“إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن”،
ولم يرد في السنة تخصيص لهذه العبارة بخلافها، كما هو الحال مع “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح”.
وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء، ومنهم الشافعية والحنابلة، حيث قالوا إن المستحب للمستمع أن يردّد “الصلاة خير من النوم” إذا سمعها من المؤذن، لأنها من ألفاظ الأذان المشروعة، ويدخلها النص العام الداعي إلى ترديد الأذان.
هل وردت هذه العبارة في زمن النبي ﷺ؟
أشارت دار الإفتاء إلى أن عبارة “الصلاة خير من النوم” أُضيفت إلى أذان الفجر في عهد النبي ﷺ، وقد ثبت ذلك عن الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن النبي، بأمر منه، وكان يُنادي بها في أذان الصبح. وقد أقرّه النبي ﷺ على ذلك، مما يجعلها سنة ثابتة، وليست اجتهادًا من أحد الصحابة بعد وفاته ﷺ.
حكمة العبارة ودلالتها
تعبّر هذه العبارة عن المفاضلة بين أمرين: النوم، وهو محبوب للنفس في وقت الفجر، والصلاة، وهي الفريضة الأعظم. وتذكير المسلم بأن الصلاة خير من النوم هو تحفيز معنوي وروحي للقيام والتوجه إلى الله، خصوصًا في وقت يكون فيه النوم غالبًا على أكثر الناس. ولذلك جاء الأذان بهذه العبارة تذكيرًا وتنبيهًا لمن غفل أو تثاقل عن الصلاة