عاجل

خالد عكاشة: أنفاق اليورانيوم تحت الأرض و"الرشاش الآلي" يكتب نهاية فخري زادة

 خالد عكاشة
خالد عكاشة

فضح الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تقرير مطول تفاصيل العمليات السرية بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن البرنامج النووي الإيراني لم يتوقف، بل اتخذ مسارات سرية متعددة، بدءًا من مشروع "AMAD" عام 2002، وصولًا إلى "مجموعة التقدم الخاصة" التي كانت تمهد لتسليح نووي كامل تحت قيادة فخري زادة.

وكتب عكاشة، تغريدة له عبر صحفته الرسمية بمنصة "إكس" قال فيها: "العمليات السرية بين إيران وإسرائيل.. برنامج إيران للأبحاث النووية AMADاعتبر منذ العام 2002، المسؤول الرئيسي عن تطوير التقنيات الخاصة بالوصول بالمشروع النووي الإيراني إلى مستوى، انتاج رؤوس نووية بحسب ما جاء في التقرير الذي نشره "معهد العلوم والأمن الدولي" الأمريكي. التقرير كشف النقاب حينها أن النظام الإيراني؛ بصدد الحصول على إمكانيات الحصول على القابليات المعدنية لليورانيوم، وهناك بعض الوثائق ذات الصلة بتلك النشاطات وردت في أبحاث قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية". 

وتابع: "أهم ما جاء بالتقرير ومثل كشفا مبكرا، أن طهران في العام 2002، بدأت تنفيذ ما سمي بـ"مشروع بروجردي" لإنتاج قطع اليورانيوم المعدني المستخدمة في الأسلحة النووية، وهذا يجري في مجموعة تصنيع أرضية وأنفاق تقع في موقع "بارتشين".

عكاشة: إيران لم تُوقف برنامجها النووي بل موّهته داخل الأنفاق

وأضاف: "اشتمل المشروع على (12 ورشة) تحت الأرض، من أجل إنتاج مختلف الأقسام للسلاح النووي في الأنفاق الأرضية، وبموجب التقرير الأمريكي بدأ المشروع في 2002 بقيادة "سيد شمس‌ الدين بوربورودي" ممثل معهد العلوم والتحقيقات الدفاعية لوزارة الدفاع الإيرانية، و"أمير حاجي ‌زاده" من أركان القوات الجوية لقوات الحرس الثوري الذي تولى قيادة القوات الجوية للحرس لاحقا. كان هناك تخطيط إيراني إلى أن تقوم في العام 2003 بإجراء ما يسمى بـ"الاختبار البارد"، وهو عبارة عن استخدام سلاح نووي محاكي يزود باليورانيوم الطبيعي أو المستنفد بدلا من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة".

 وأكمل خالد عكاشة ، "هذه الخطوة لم تتحقق ربما بسبب خشية النظام الإيراني من غزو الولايات المتحدة للعراق، وتأكدها أن تقييمات استخباراتية إسرائيلية وصلت واشنطن حينها تحمل تلك التفاصيل السالفة، بمواقعها الجغرافية ومستويات وصولها التقنية ، هذا الأمر دفع طهران إلى اغلاق برنامج AMADفي عام 2003، خشية تعرضها لهجوم عسكري أمريكي كان في هذا التاريخ على مقربه بالأراضي العراقية، وكان يهم طهران حينها الظهور بمظهر المتعاون الذي يمكنه تقديم خدمات سرية ثمينة، لتقويض النظام البعثي والاطاحة بصدام حسين والجيش العراقي".

وأفاد بأن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية الأحدث، أفادت بأن إيران لم تتخل عن مخططها وأنها قامت بنقل ما كان يجري في برنامج AMAD، ليستكمل ويتطور تحت إشراف "منظمة الابتكار والبحث الدفاعي" المعروفة اختصارا SPND، تحت غطاء النشاط في مجالات علمية مدنية مثل لقاحات كوفيد - 19 وتكنولوجيا الليزر. تقرير مهم نشرته "الايكونمست"؛ أشار إلى أن ملفات الاستخبارات الإسرائيلية كشفت أنه قبل 6 سنوات شكل العلماء الإيرانيين ما سمي بـ"مجموعة التقدم الخاصة"، تحت رعاية "محسن فخري زادة" المدير السابق لبرنامج AMAD، مهمة هذه المجموعة تمهيد الطريق لعملية تسليح أسرع بكثير مما كان مخططا له، في حال اتخذ المرشد الأعلى خامنئي قرارا بإنتاج القنبلة النووية. 

واستطرد الدكتور خالد عكاشة قائلًا ، "شكلت تلك المعلومات الحيثيات المؤكدة لأهمية وحتمية اغتيال إسرائيل لفخري زادة عام 2020، في عملية وصفت بداخل إسرائيل بأنها ذروة مشروع جهاز "الموساد" الإسرائيلي لتدمير البرنامج النووي الإيراني. التنفيذ كان استثنائيا دون شك؛ فلأول مرة يجري استخدام اطلاق نار دقيق للغاية بواسطة "رشاش روبوتي" يتم التحكم به عن بعد، وتفجير غامض تلاه عملية هروب غادر من خلالها الفريق التابع لوحدة الاغتيالات "كيدون" بسرعة وبسرية، تماما كما دخل الأراضي الإيرانية ، متفوقا بذلك هذا الفريق على قوات الحرس الثوري، التي كانت تتولى مهمة حماية محسن فخري زادة، والذي ردت على الأصوات التي انتقدت هذه الخسارة الفادحة حينها، بأن عناصر التأمين والحماية التابعة للحرس رفعت تقرير أمني سابق على العملية، تحذر من مخطط غامض يستهدف حياة العالم النووي، لكن البيروقراطية الإيرانية لم تأخذه حينئذ على محمل الجد وبالتالي لم يتخذ ما يلزم لمواجهته!".

وواصل عكاشة ، "كان لدى إسرائيل تقدير استخباراتي مؤكد قبل المضي في التخطيط النهائي لمهاجمة إيران في 13 يونيو الجاري، أن "مجموعة التقدم الخاصة" كثفت أبحاثها نهاية العام 2024، من أجل الوصول بأسرع وقت لامتلاك قنبلة نووية ، وأن هذه المجموعة طلبت عقد اجتماع بين العلماء وقادة سلاح الجو التابع للحرس الثوري، والمسؤولين عن انتاج وتشغيل الصواريخ الباليستية ، اعتبر الاجتماع بحسب التقدير الاستخباراتي الإسرائيلي بمثابة "نقطة تحول"، حيثياته تتناول حوافز إيران للتقدم نحو امتلاك القنبلة النووية، التي تحقق التوازن للتأثير المحدود الذي تكشف للهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل أكتوبر 2024، وترمم الشروخ العميقة التي أصابت منظومة الدفاع والردع المتقدم المتمثل في الحلفاء بسوريا وحزب الله وحركة حماس. 

لكن يبقى الأهم في هذا الاجتماع أنه سيقوم بإعلام العسكريين بالسر للمرة الأولى، أن التخطيط لعملية "مواءمة" جهاز ومكون نووي مع رأس حربي صاروخي، على وشك البدء.

 هذه المعلومات حول حيثيات الاجتماع الإيراني، أو ان ظلت في خانة "المزاعم" الإسرائيلية، قامت بتغذيتها إلى مجمع الاستخبارات الأمريكي ومنه إلى عدد من الدول الحليفة، وجميعها بالطبع لديها مجموعة متنوعة من وجهات النظر حول التهديد الإيراني، تستند في كثير منها على مصادرها الخاصة وتقديرها الاستخباري، فضلا عما يرد إليها من الوكالة الدولية للطاقة النووية".

واختتم  خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية تغريدته قائلًا: "كان لافتا أن تقرير "الايكونمست"، وصف "تولسي جابارد" مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية بالمعارضة الشرسة للحرب مع إيران، وأكد على انحيازها للرأي القائل بأن إيران لا تصنع سلاحا نوويا، ومسؤول بهذا المستوى لا يتحدث إلا وفق عدة تقارير موثقة تؤكد له هذا المعنى والتقدير.

 الرئيس دونالد ترامب؛ هاجم تقديرات جابارد علنا في 17 يونيو واصفا ذلك بقوله "لا يهمني ما قالته"، مما يكشف تأثره إلى حد كبير بالتقدير الإسرائيلي، وتتماهى معه عديد الأصوات الأمريكية في أركان الإدارة ومستشاري وكالات الأمن والاستخبارات الذين يؤكدون "قابلية" الدفوع الإسرائيلية، للاستهلاك من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية.

فلدى العديد منها ما هو أقرب لما ذهبت إليه الوكالة الدولية ، بأن هناك جزء غامض و"خفي" في الأنشطة النووية الإيرانية بثلاثة مواقع على الأقل، وهذا ورد بالتقرير الأخير الأحدث للوكالة. بحيث تنتقل المعضلة الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية من قضية "التخصيب" إلى مدى "التسريع" الإيراني، هذه يلزمها إجابات معلوماتية مؤكدة أو مرجحة على أقل تقدير، حول العتبة التي وصل عندها الآن المشروع الإيراني، في المقابل تظل المهمة الاستخباراتية الإيرانية هو التحكم وتأمين المدى الزمني الذي يحتاجه لعبورها".

تم نسخ الرابط