عاجل

خالد عكاشة: المنطقة في هدنة مؤقتة قبل موجة جديدة من التصعيد

اللواء خالد عكاشة
اللواء خالد عكاشة

حذّر اللواء خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، من أن منطقة الشرق الأوسط تمر حاليًا بمرحلة "هدنة مؤقتة"، تسبق موجة جديدة من التصعيد الإقليمي، في ظل ما وصفه بإعادة ترتيب الأوراق والتحالفات، سواء عسكريًا أو سياسيًا، خاصة بعد التطورات الأخيرة بين إسرائيل وإيران.

وفي حديثه لبرنامج "المشهد" مع الإعلامي نشأت الديهي، على قناة TeN مساء الأربعاء، أكد عكاشة أن إسرائيل انتقلت في الآونة الأخيرة من دائرة الحرب التقليدية ضد الفصائل الفلسطينية إلى مواجهة مباشرة مع إيران، مشيرًا إلى أن تل أبيب حصلت على "ضوء أخضر أمريكي" لتوسيع نطاق عملياتها ضد الأذرع الإيرانية المنتشرة في المنطقة، وهو ما يمثل – بحسب وصفه – "تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في قواعد الاشتباك".

تعثر دبلوماسي.. ومفاوضات نووية متعثرة

وأوضح مدير المركز المصري للفكر أن الإدارة الأمريكية غير مستعدة لتقديم أي تنازلات جوهرية في ملف تخصيب اليورانيوم الإيراني، مؤكدًا أن فرص نجاح المفاوضات النووية باتت ضعيفة، ما يزيد من احتمالات الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة، ويُعقّد أكثر من أي وقت مضى جهود احتواء الأزمة.

نتائج غير حاسمة للطرفين

ورأى عكاشة أن الجولة الأخيرة من الصراع لم تُسفر عن نتائج عسكرية حاسمة لأي من الطرفين، رغم ادعاء كل جانب تحقيق إنجازات مهمة. فبينما تحتفي إسرائيل بما تسميه "نجاحًا استثنائيًا" في اغتيال عدد من القيادات العسكرية والعلمية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، ترى طهران أن استمرارها في الرد والصمود واستعراض قدراتها الصاروخية يمثل بحد ذاته رسالة ردع واضحة.

إقليم على صفيح ساخن

وختم عكاشة تحليله بالتأكيد على أن المشهد الإقليمي لا يزال معلقًا على حافة تصعيد أكبر، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي شامل، معتبرًا أن "المنطقة برمتها تُعاد هندستها من جديد"، وهو ما يتطلب وعيًا استراتيجيًا وقدرة على قراءة المعادلات الأمنية الجديدة.

وقف إطلاق النار

في سياق منفصل، أكد الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، أن اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخرًا بين إسرائيل وإيران  لا يمكن اعتباره نهاية للصراع، بل هو بمثابة هدنة مؤقتة تخفي وراءها العديد من التوترات العميقة والقضايا غير المحسومة بين الجانبين.

وقال لاشين، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اليوم" على قناة "دي إم سي"، إن وقف إطلاق النار جاء نتيجة ضغوط سياسية وعسكرية متبادلة، وليس بناءً على تسوية حقيقية أو اتفاق رسمي يتضمن آليات للحل الدائم، مشيرًا إلى أن الهدوء الحالي "قابل للانفجار في أي لحظة" في حال تجددت الاستفزازات أو لم تُعالج الأسباب الجوهرية للصراع.

القلق الإسرائيلي من النووي الإيراني

وأشار لاشين إلى أن إسرائيل تنظر إلى المشروع النووي الإيراني باعتباره تهديدًا وجوديًا مباشراً، إلا أن تطور البرنامج الصاروخي الإيراني يمثل، من وجهة نظرها، الخطر الأكبر، خاصة في ظل تقارير عن دعم طهران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا. وأضاف أن هذا الدعم زاد من تعقيدات الموقف الدولي تجاه إيران، ودفع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى تشديد الضغوط السياسية والاقتصادية.

غياب الأهداف الاستراتيجية

واعتبر لاشين أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهداف استراتيجية واضحة خلال الجولة الأخيرة من التصعيد، موضحًا أن الضربات الجوية والدعم الأمريكي ساعدا فقط في إبطاء بعض الجوانب الفنية من المشروع النووي الإيراني، دون أن يؤديا إلى توقفه أو تراجعه بشكل فعلي.

وأوضح أن غياب اتفاق شامل أو إطار تفاوضي مؤسسي يعكس هشاشة الوضع الحالي، مشيرًا إلى أن السيناريوهات المستقبلية تظل مفتوحة على احتمالات التصعيد، خصوصًا مع استمرار طهران في تطوير برامجها النووية والصاروخية، واستمرار تل أبيب في اعتبار ذلك خطًا أحمر.

 

تم نسخ الرابط