عاجل

كشف أدواتها.. شيخ «العلوانية الخلوتية»: الهجرة مسيرة متجددة من التغيير|خاص

الشيخ محمود مالك
الشيخ محمود مالك محمود علوان شيخ الطريقة العلوانية الخلوتية

يقول الدكتور محمود مالك محمود علوان، شيخ الطريقة العلوانية الخلوتية، إن الهجرة في الإسلام ليست حدثاً تاريخياً فقـط، بل هي مسيرة متجددة من التغيير الإيجابي. قال تعالى: " وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " (النحل: 41). 

الهجرة مسيرة متجددة من التغيير الإيجابي

وقال شيخ الطريقة العلوانية الخلوتية في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: «في عصرنا الحاضر، حيث تزداد المغريات وتضعف الوازع الديني، تصبح الهجرة السلوكية ضرورة روحية واجتماعية»، لافتًا إلى الأسس النبوية للهجرة السلوكية، وهي:
1. التحول الجذري: مثل هجرة النبي (اللهم صل وسلم وبارك عليه) من عبادة الأوثان إلى توحيد الله، ومن أخلاق الجاهلية إلى مكارم الأخلاق، حيث "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" " أخرجه البزار والبيهقي. 

2. الهجرة الداخلية قبل الخارجية: لم تكن هجرته (اللهم صل وسلم وبارك عليه) من مكة للمدينة مجرد انتقال مكاني، بل تغيير في المنهج الفكري والسلوكي، حيث"المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه" "أخرجه البخاري واللفظ له، ومسلم مختصراً.

وأوضح شيخ الطريقة العلوانية الخلوتي أننا بحاجة إلى التطبيق للهجرة السلوكية، حيث الهجرة ليست حدثًا تاريخيًا فحسب، بل "سفرًا دائمًا" من حظوظ النفس إلى مرضاة الرب، وتضع نصب عينك الجائزة كما قال الإمام أحمد بن علوان: "سبحانك عفو أنت تعفو عن التائبين وتقبل على الآيبين و ترحم المذنبين ولا تردهم خائبين وإذا عفوت عن الذنب لم تعاتب عليه لئلا يخجل المذنب عند إحسانك إليه وتنسي الحفظة ما كثر من سيئاته و تذكرهم ما قل من مناقبه وحسناته و تقلب صفتهم عن مذموم صفاته حتى ينعتوه بأشرف نعوته و يذكروه بأحسن حالاته ذلك بإخلاصه لك في معاملاته وصدقه في ضروب أفعاله وطاعاته ولو كان ذلك منه في آخر ساعة من ساعاته".

وتابع الشيخ محمود مالك علوان، شيخ الطريقة العلوانية الخلوتية: يضيف المتدبر للهجرة بُعداً باطنياً من خلال: «التخلي: (ترك الرذائل) مثل الكبر والرياء. التحلي: (اكتساب الفضائل) كالتواضع والإخلاص. التجلي: (الوصول إلى مرحلة المشاهدة القلبية)»، موضحًا أدوات الهجرة، وهي:

الذكر: كأسلوب لترويض النفس (مثل: "لا إله إلا الله" 100 مرة يومياً "أستغفر الله" 100 مرة يومياً "اللهم إني أسألك حسن الخلق" 10 مرات"، واستبدل كل سلوك سيء بعبادة؛ فعند الغضب: توضأ وصلِّ ركعتين؛ وعند حب الدنيا: تصدق واذكر الموت.

كذلك ابدأ بهجرة العادة السيئة الأسهل: مثل “هجر التأخر عن صلاة الفجر، ثم الانتقال إلى ترك الغيبة”، المراقبة: استحضار وجود الله في كل لحظة، وأخيرًا المحاسبة: كقول الإمام الحسن البصري (اللهم أرض عنه): "حاسب نفسك قبل أن تحاسب".

وشدد شيخ الطريقة العلوانية الخلوتية،على أن الهجرة السلوكية اليوم أصعب من أي وقت مضى، لكنها أجدى، لأنها تحفظ إيماننا في زمن الفتن. كما قال النبي (اللهم صل وسلم وبارك عليه): " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسُ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ؛ أَفْضَلُ مِنَ ‌الْمُؤْمِنَ الَّذِي لَا ‌يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلَا ‌يَصْبِرُ ‌عَلَى أَذَاهُمْ.  "رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنِ ابْنِ عُمَر".

تم نسخ الرابط